تعهد رئيس حزب
البناء والتنمية المصري،
طارق الزمر، بالتزامه بمجموعة من الأهداف والمبادئ والقيم، والعمل على تحقيقها، وذلك بمناسبة انعقاد المؤتمر العام الثاني للحزب، والذي أجرى
انتخابات داخلية أسفرت عن إعادة انتخابه (طارق الزمر) رئيسا للحزب، و40 عضوا بالهيئة العليا، يوم السبت الماضي.
وقال في بيان له الأربعاء: "لا يسعني بعد نجاح انعقاد المؤتمر العام الثاني للحزب إلا أن أهدي هذا النجاح لشعب مصر العظيم، فقد كان من بين أهم أهداف قادة الحزب وكافة قواعده وهم يصرون على إتمام هذه الانتخابات في موعدها هو إرسال رسالة أمل لشعبنا بإمكانية عودة الحياة السياسية مرة أخرى، وأن الانسداد السياسي الذي وصلت له البلاد ليس هو آخر المطاف".
وأضاف: "لهذا، فنحن لا نتوجه بالتهنئة لحزبنا أو باقي الأحزاب السياسية فحسب، وإنما نتوجه بها أيضا للشعب المصري الذي يتوق للانتخابات الحرة التي شهدها عامي 2011 و2012 ووقف يومها في طوابير الانتخابات بشكل أبهر العالم، ولازال ينتظر يوما تكون فيه الكلمة الفصل للإرادة الشعبية دون غيرها ويستكمل فيه المسار الديمقراطي الذي أنتجته ثورة يناير".
واستطرد قائلا: "نتعهد أمام شعبنا وكل قواه الحية أن يستمر حزب البناء والتنمية وفيا لمبادئه مدافعا عن أهداف ثورة يناير حريصا على تحقيقها، فهي أهم ثورة في تاريخ مصر وواهم كل من يتخيل أنها ستذهب أدراج الرياح".
كما تعهد "الزمر" بالحفاظ على الدولة المصرية بكل مقوماتها ومكوناتها وترابها الوطني، والعمل على استعادة دور المؤسسات، والتأكيد على حيادها تجاه كل المواطنين، مشدّدا على أنهم لن يتأخروا لحظة عن تقديم الحلول السياسية والمبادرات المناسبة والقادرة على التعاطي مع الأزمة العميقة الحالية.
وأردف: "كما نعاهدكم بالتمسك باللحمة المجتمعية المصرية التاريخية، والتصدي لكل عمليات ومحاولات تمزيقها، وذلك عن طريق المبادرات والحملات الهادفة لتكريس المصالحة المجتمعية".
وتابع: "نعاهدكم أيضا باستمرار العمل على هزيمة الاستقطاب السياسي والصراع الأيديولوجي، وذلك لتحقيق الاصطفاف الوطني فهو خيارنا الاستراتيجي لإنقاذ البلاد من الأوضاع السياسية الخطيرة التي تمر بها والعمل على بناء دولة العدل التي تستوعب الجميع دون إقصاء أو تهميش".
وأكد "الزمر" على ضرورة التمسك بالعدالة الاجتماعية التي قال إنها تعد من أهم مبادئ الحزب، والدفاع عن "حقوق الفقراء في ظل مناخ رأسمالي متوحش، وسياسات تقضي على الطبقة الوسطى، وتزيد من مساحات الفقر بشكل غير مسبوق".
كما تعهد بالعمل على "استعادة كل تجليات الوحدة الوطنية التي كانت مبعث فخر واعتزاز لكل المصريين على طول تاريخهم، ومكافحة كل بواعث الطائفية ومظاهرها، والعمل على طمأنة الأقباط بخصوص المستقبل واستعادة علاقتهم بثورة يناير التي يحاول البعض عزلهم عنها".
وشدّد "الزمر" على أهمية العمل على الدفاع عن حقوق المعتقلين، والمطالبة الدائمة بالإفراج عنهم، ومواساة أهليهم، وتخفيف وطأة الظلم عنهم، لافتا إلى قيامهم بالدفاع عن المجتمع المدني والجمعيات الخيرية.
وقال: "سنعمل كل ما بوسعنا للدفاع عن الأمن القومي وعدم السماح بتعريضه لأي تهديد سواء كان ذلك بالتمسك بحصة مصر من مياه النيل أو بالحرص على بقاء سيناء قوية منيعة محصنة ضد الوصاية الإسرائيلية أو الإرهاب، وأن يكون أهلها آمنين تتوافر لهم كل حقوقهم كمواطنين مصريين كاملي الوطنية أو بالتمسك بحقوق مصر في غاز المتوسط الذي يعد رصيدا استراتيجيا للشعب المصري وأجياله المتعاقبة".
واستطرد قائلا: "نلتزم أمامكم بالدفاع عن الأزهر الشريف وكل ينابيع هويتنا وعدم السماح بالنيل منها أو تعريضها للخطر أو الإهانة. وسنعمل بكل جد لإفساح المجال أمام الشباب والمرأة، فلا نتصور نهضة حزبية أو مجتمعية دون الشباب الذين هم عماد الحاضر وقوة المستقبل".
وأردف: "سنظل نقف بكل ما نملك من إمكانيات فكرية وسياسية في وجه التطرّف والإرهاب الذي يدمر بلادنا ويخرب اقتصادنا ويعطي الفرصة لكل أعداءنا ليرتعوا في بلادنا ويمكن الاستبداد من رقاب شعبنا".
كما تعهد باستمرار احترامه لتقاليد الممارسة السياسية والقانون الذي ينظمها وعدم إقحام الخطاب الدعوي في العمل السياسي، فلكل منهما مجاله ومقامه كما أن الحزب ليس بحاجة للخطاب الدعوى فخطابه السياسي قادر على مخاطبة الشعب والتعامل مع مشكلات الناس.
وقال: "سندفع في اتجاه علاقات مصرية قوية مع المحيط العربي والإسلامي، وعدم الاستسلام للحملات الإعلامية المسيئة التي أضرت بسمعة مصر، وسندفع باتجاه علاقات متوازنة مع العالم الخارجي مع التأكيد على ضرورة تعميق الحوار والتعايش بين الحضارات وتفادي صدامها الذي لازال يدعو إليه بعض المتنفذين في الغرب".
وذكر: "أقول للخائفين من انتخابات الحزب أو من نتائجها أن الانتخابات ليست تهمة ولا جريمة حتى تتعاملوا معها بهذا المنطق، بل هي الحل الرئيس لمشكلاتنا المزمنة التي يعترف الجميع بأنها في غياب الاستقرار، والذي لن يأتي بغير الرضى الشعبي عبر آليات الديمقراطية".
وبشأن وجوده حاليا بدولة قطر عقب فض اعتصام رابعة، أضاف: "أقول للمخوّفين من أن يكون قرار الحزب خارج البلاد أنني ليس لدي ما يمنعني من العودة في أي لحظة لحضن الوطن وترابه، إلا أنني لم أجد حتى الآن ثقب إبرة أدافع من خلالها عن شعبنا المظلوم وأعترض على السياسات التي أوصلتنا لهذه الدرك".
وأشار إلى أن "تقاليد الحزب المستقرة جعلت المكتب السياسي مستودع سلطات الحزب، وأنه ليس للرئيس بأي حال من الأحوال إلا الالتزام بالقرارات التي تتخذ بشكل جماعي وفق آليات شفافة".
وردا على دعوات بعض مؤيدي سلطة الانقلاب بحل حزب "البناء والتنمية"، قال: "تعالوا نتحاور حول مستقبل البلاد بدلا من تبادل الاتهامات والتراشق بالألفاظ، فمصر تحتاجنا جميعا دون إقصاء لفصيل أو تهميش لأحد، وخاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد"، لافتا إلى أن الحزب أجرى انتخاباته في العلن ووفق قواعد شفافة.
واختتم بقوله: "وفقنا الله تعالى جميعا لإخراج مصر من أزمتها واستعادة مكانتها على المستويين الإقليمي والدولي، فبدون مصر يضطرب الإقليم كله وبحضورها تستقر الأمة وتنهض وتستعيد دورها على الساحة الدولية".