حصل مسجد النور في مدينة هامبورغ، شمالي ألمانيا، على جائزة دولية للسلام، لدوره في الحوار الديني ونشر الثقافة السلمية في العالم.
وكانت الفيدرالية العالمية للسلام، التي تضم في عضويتها منظمات وشبكات معنية بقضايا
السلام والحوار بين الحضارات من 131 دولة المنظمة؛ قد أعلنت عن منح جائزة "سفراء السلام" للمسجد ورئيسه، دانيال عابدين، لعام 2016، لاستيفائهما المعايير المتعلقة بنشر ثقافة السلام في العالم.
بدوره يقول، إمام المسجد، سمير الرجب، لـ"عربي21"، إن "التكريم جاء نتيجة عمل متواصل من سنوات مع المؤسسات المختلفة كافة الموجودة في المدينة، سواء الدينية والتربوية والسياسية، وكذلك من خلال اللقاءات والحوارات والمواقف الإيجابية الموحدة ضد العنف والتطرف، ومن خلال منهج الاعتدال الذي ننتهجه ونحث عليه، ونشر ثقافة السلام والقيم الأخلاقية، وتقديرا لنشاط المسجد المكثف في حوار الأديان"، بحسب تعبيره.
وأوضح الرجب أن الجائزة التي كان لها وقع كبير على إدارة المسجد؛ لأنها "جاءت من قبل المجتمع، فهي تحفز على دوام الاستمرار في النهج الذي يسلكه المسجد؛ لأن أعماله مشكورة وتلقى القبول والثناء".
ويعتبر مسجد النور، الذي أصبح محط اهتمام المجتمع الألماني، من
المساجد التي تستقطب الكثير من
المسلمين في ولاية هامبورغ، وهو أيضا محل اهتمام غير المسلمين، نظرا للجهود التي يقوم بها، وخاصة تجاه المدارس، حيث يأتي إليه باستمرار طلبة للتعرف على الإسلام، فضلا عن الأساتذة ورؤساء الكنائس والمؤسسات الأخرى، رغم أن المبنى في الأصل هو مرآب للسيارات، كما يؤكد الشيخ الرجب لـ"عربي21".
وبحسب الرجب، يعد المسجد من أكبر المساجد العربية في مدينة هامبورغ، موضحا أنه يترجم خطبة الجمعة من العربية للألمانية.
وقد سبق أن حصل مسجد النور على عدة
جوائز للحوار بين الأديان على صعيد مدينة هامبورغ، مثل أفضل عمل حواري مناصفة مع الكنيسة البروتستانتية عام 2013، قدمتها مؤسسة خيرية شبه حكومية، وكذلك على صعيد ألمانيا حصل المسجد على جائزة كريسمون (مؤسسة كنسية)، كما حصل على جائزة المواطنة من قبل حكومة هامبورغ، بحسب إدارة المسجد.
دور بارز في استقبال اللاجئين
كما أدى المسجد دورا بارزا في استقبال اللاجئين الذين توافدوا بكثافة على ألمانيا، لا سيما عام 2015. فقد كان المسجد في مقدمة الذين استقبلوا اللاجئين رغم قلة الموارد، ووصل عدد من استقبلهم المسجد ما يقارب من 500 لاجئ يوميا.
وفي هذا الصدد، يقول الرجب لـ"عربي21"؛ إن "المسجد كان يؤوي اللاجئين ويقدم لهم الطعام والشراب والاستشارات اللازمة، وذلك لعدة أشهر، مما عزز ثقة المجتمع بالجالية، ودفع بالمؤسسات الإنسانية والدينية إلى توجيه الشكر مع المؤسسات الرسمية لتسليط الضوء على المسجد في وسائل الإعلام، حيث أجريت عدة تقارير صحفية مكتوبة ومرئية وتم توثيقها في صفحة المسجد"، كما قال.
وتأسس مسجد النور عام 1993، وتتكون إدارته من جنسيات عربية مختلفة، من لبنان وفلسطين ومصر والمغرب وسوريا.
وكانت ولاية هامبورغ قد اعترفت رسميا بالدين الإسلامي عام 2012، وأصبح يدرس في المدارس، كما تمنح الولاية عطلة رسمية في الأعياد الإسلامية. وقد كان للمسجد، إلى جانب مؤسسات إسلامية أخرى، دور كبير في اتخاذ هذا القرار.
كان كنيسة سابقا
وذكر الرجب إنه "تم شراء مبنى أثري كان مقاما عليه كنيسة، وهو من المباني المهمة والمميزة من حيث الشكل والمعنى"، موضحا أنه يتم حاليا ترميم المبنى وتوسعته "ليكون مركزا إسلاميا ومنارة للعلم والعبادة وهو مفتوح للجميع"، على حد قوله.
وأشار الرجب إلى أن العلاقات الطيبة مع أطياف المجتمع كافة، ساعدت في تطور المسجد، مضيفا أن وزارة الثقافة في الولاية أصدرت كتيبا عن تاريخ المبنى (الكنيسة)، ووثقت تحويلها إلى مسجد بالتعاون مع الكنيسة المعنية، وقد تم توزيع الكتيب على المدارس في الولاية.