هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ثمة أدبيات ومفاهيم منتشرة في الساحة الفلسطينية السياسية والإعلامية والعلمية والثقافية، تُروّج لرؤى وتصورات يبدو تنفيذها ضربا من الأوهام، غير المستندة على أساس من التجارب ولا القراءة العلمية المنهجية.
ملامح خطة عمل في المرحلة المقبلة والبناء فيها على الإنجاز الفلسطيني الأخير المتمثل بانتصار قطاع غزة على العدوان، ووحدة الصف الفلسطيني في الداخل والخارج في إطار انتفاضة فلسطينية في وجه الاحتلال الإسرائيلي، والموقف العربي والإسلامي والدولي الرسمي والشعبي في دعم الشعب الفلسطيني وتجريم الاحتلال
أتت هذه الأحداث الدائرة لتوضح وتكشف علل وعيوب السلطة تحت الاحتلال، والتي تشارك في تثبيط الشارع والوقوف بينه وبين آماله في التحرر الكامل، بالذات أنها سلطة وظيفية ومتهالكة على كافة المستويات
لا أعتقد أن الوقت قد فاتهم لتحرك مشترك، يجمع الشخصيات والجمعيات والمؤسسات الفلسطينية المستقلة وحتى روابط العائلات لإنشاء هيكلية سياسية وطنية جامعة، حتى ولو بصيغة حزب سياسي
لماذا إبقاء شعرة معاوية هذه وعدم رفض الفصائل للتوافق ما لم يتم الاتفاق على الخط السياسي، ويعلن محمود عباس تخليه عن نهج أوسلو وسياسات التسوية والمفاوضات والتنسيق الأمني وحل الدولتين؟
فلسطين إما إلى التحرير أو إلى التسوية أو إلى التطبيع. وبعد قبول حماس بفكرة الدولتين انتقلت من التحرير إلى التسوية، ولم يظل في مربع التحرير إلا القليل من القوى الصغيرة التي ليس لها تأثير أو ثقل في الشارع الفلسطيني
القضية في الوقائع، وفي بنية السلطة ووظيفتها والإكراهات التي تحيط بها وتهيمن عليها، وليست في تسمية تلك الوقائع
لا نحتاج إلى أدلة جديدة لإثبات كارثية أوسلو وما أفرزته من سلطة وهمية من جهة، أو لإثبات أن الاحتلال الاستعماري لفلسطين هو نظام فصل عنصري مكتمل الأركان من جهة أخرى
إلى متى ستظل سلطة "أوسلو" تعيش في عالم الأوهام؟! فهل هناك دولة فلسطينية مستقلة، لها نظام ديمقراطي، لتُجرى في ظله انتخابات؟! وكيف أصلاً تتم انتخابات حرة تحت حراب الاحتلال؟!
أقول هذا بمناسبة مسعى "تركيا" لتحقيق المصالحة الفلسطينية، بين حركتي "فتح" و"حماس"، بعد أن دعا رئيسُ "سلطة التنسيق الأمني" محمود عباس، الرئيسَ التركي "رجب طيب أردوغان"، لدعم جهود المصالحة الفلسطينية..
هذا القرار هو بمثابة إعادة ضم الضفة وتوحيد الشعبين والأجندة، وسيشكل مثل هذا القرار انتفاضة سياسية قانونية حقوقية على الواقع الذي تفرضه العصا الإسرائيلية
بمعزل عن تقييم تجربة "أوسلو" وتبعاتها، فإن القضية الفلسطينية تدخل اليوم مرحلة سياسية مغايرة كليا لما كان في السابق، فـ"أوسلو"انتهت فعليا وذلك باعتراف السلطة ذاتها، والفلسطينيون يواجهون اليوم حرب احتلال جديدة..
ليس مقبولاً أن تُميَّع المصطلحات، ولا أن تفقد اللغة معانيها، ولا أن يتهرب المعنيون من مسؤولياتهم والاستحقاقات المترتبة عليها. وليس من المقبول أن ما كان يَعُدّه الشعب الفلسطيني طوال تاريخه "خيانة"، يصبح لدى البعض مجرد "وجهة نظر"، لا تمنع صاحبها من قيادة "المشروع الوطني الفلسطيني"
الإدارة والممارسة لا تشجّع الجماهير على المسارعة إلى تقديم التضحيات، وهي ترى أن السلطة صارت مكسبا محتكرا لطبقة معيّنة، كما يتضح في القوانين المستجدّة والتعيينات والترقيات، دون مراعاة للتحدّي السياسي الخطير، ولا لتراجع ممكنات الإدارة والتسيير لدى السلطة لا سيما في دفع الرواتب
كسَّرت السلطة كل أسلحتها الداخلية والخارجية ولم يعد بيدها من أوراق القوة ما تضغط به على الاحتلال، وتراها تحرص على طمأنة الاحتلال، وتحرص باستمرار على حماية أمنه
تصحيح مسار السلطة، بوضعها على مسار نضاليّ جديد، هو مساهمة في حلّ مشكلة الفلسطينيين جميعا، فصلاح أيّ فاعل سياسي، واهتداؤه للخط السياسي الصحيح، هو مصلحة الجميع التي تعلو على الرغبة في تدفيع الآخرين ثمن أخطائهم