هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحالف الطاولة السداسية لم يكشف حتى اللحظة عن مرشحه للانتخابات الرئاسية، بحجة أن إعلان اسمه يجعله مكشوفا أمام الانتقادات التي قد تؤدي إلى تآكل شعبيته، إلا أن التأخر في تحديد المرشح يفسح المجال لتنافس شرس بين المرشحين المحتملين
الأنظمة العربية الفاسدة والمستبدة، وإن نجحت في قمع قوى التغيير والإصلاح وفي إجهاض "الربيع العربي"، إلا أنها لم تتمكن من ملء الفراغ؛ وعانت من انعدام وجود مشاريع كبرى تجمع عليها الناس، ومن انعدام وجود قيادات ورموز ذات طبيعة ملهمة.
من المؤكد أن أمريكا لا تزال ممسكة بخيوط اللعبة تحركها كما تشاء وكيفما تشاء.. ولا يغُرنك ما يقوله ويردده الكتاب القوميون العرب من أفول النجم الأمريكي وانتهاء زمن القطب الأوحد
بالنظر إلى العلاقات السعودية المحفوفة بالشك مع إدارة بايدن، فإنه لم يكن للسعودية،أن تمنح هذه الإدارة ورقة العلاقة بـ"إسرائيل" لتعود بها إلى الولايات المتحدة، إذ يمكن ادخار هذه الورقة لأوقات أخرى قد تكون المنفعة فيها أكبر، وما جرى تقديمه من خطوات معلنة محسوب للغاية
عندما تحوّل قمة جدة المطلب الأمريكي الملح في ما يتعلق بزيادة إنتاج الغاز والنفط، لضبط الأسعار العالمية التي أفلتت من عقالها بسبب الحرب في أوكرانيا، إلى منظمة الأوبك، فمن شأنه زيادة الفشل الأمريكي
فيما يتعلق بموضوع الترتيبات الأمنية الإقليمية، فإن الأمر قد انطوى على مبالغات كبيرة، روجت لها إسرائيل تحديدا قبل زيارة بايدن؛ إذ من الصعب تأسيس علاقة تحقق استقرار إقليمي في ظل التباينات الاستراتيجية بين دول المنطقة، وتشابك المصالح الدولية وتعقيداتها
نجحت دولة الاحتلال فعلاً في جني ثمار مخططها بتحويل وجهة عداء دول عربية مهمة نحو إيران
الأردن قال إنه يسعى للوصول إلى صيغة حوار مع إيران مبنية على علاقات حسن الجوار
سيغلب على هذه الزيارة سيكون أقرب إلى النجاح الإعلامي والوهمي، منه إلى تشكل حلف من مستوى حلف الناتو، أو من مستوى عُشْره وأدنى. فليس هكذا تتشكل الأحلاف، وليس بمثل من قد دعوا لها تطلق الحروب
تجيء زيارة بايدن للمنطقة لتكمل مسيرة سلفه ترامب في التطبيع بعد أن عمد له الطريق، والهدف المعلن تشكيل التحالف العربي الصهيوني بقيادة الولايات المتحدة، أو الناتو العربي الصهيو-أمريكي..
أن هناك اختلافاً جوهرياً هذه المرة عن التجارب الأربع المذكورة أعلاه: أن مركز التحالف هو الكيان الصهيوني. لقد تعمقت الطرفية العربية لتتحول من كونها تجاه قطب عالمي هو الولايات المتحدة؛ إلى أن تصبح تجاه وكيلها الإقليمي المعتمد عليها وجوديا
ليس كل ما يتمناه الرئيس الأمريكي يدركه، فقد فشل ترامب من قبل بتأسيس هذا الحلف رغم صلاته الأوثق بالقادة الخليجيين وحلفائهم المصريين والأردنيين، كما أن القادة العرب يدركون أن بايدن قد لا يتمكن من الترشح أو الفوز بدورة رئاسية جديدة في 2024..
وجدت أمريكا أن التناقض الراهن يجب أن يحل من خلال استراتيجية عسكرية، لا تقتصر على سباق التسلّح والتنافس السلمي، وإنما تأخذ الشكل الأوكراني، مُعمما على نطاق أوسع لاحقا.
يكشف التحالف عن اهتراء عربي غير مسبوق، لا من حيث التخلي عن القضية الفلسطينية، بل من حيث التذيّل لـ"إسرائيل" من بعد التذيل التاريخي لأمريكا. لكن من الوارد أنّ الأمر ليس مغامرة بقدر ما هو مستند إلى ضمانات أمريكية، فالاصطفاف الكامل بالخندق الإسرائيلي يضع هذه الدول بصدارة المتصدين لأي صراع إسرائيلي..
ليست فكرة إقامة مثل هذا التحالف العسكري الذي يستهدف إيران على وجه التحديد، ولكن أيضا سوريا وحزب الله ومنظمة حماس، وأخيرا روسيا، فكرة جديدة، على الرغم من أن الترتيبات الرسمية التي هي بصدد التجهيز هذه المرة تبدو أكبر حجما من سابقاتها..
الحقيقة أن هذا التحالف المشبوه هو وليد حالة الخوف والهلع والرعب التي دبت في أوصال الإمبريالية الأمريكية، والأنظمة التسلطية العربية، والمستعمرة الاستيطانية اليهودية، وهو يشير إلى حالة القلق الوجودي الذي ينتاب أطراف التحالف، وتنامي الشكوك وفقدان اليقين.