هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لقد استطاعت المشاركة القياسية للمرأة الجزائرية في هذا الحراك أن تغير من وجهه بشكل واضح، ليصبح حراكا شعبيا بأتم معنى الكلمة، وسلميا إلى أبعد الحدود، كان فيه للمرأة المحامية والطبيبة والعاملة والطالبة والماكثة في البيت وغيرها من شرائح المجتمع النسائي، دوره البارز في تشكيل الحراك تشكيلا فسيفسائيا بهيجا
يدرك الجزائريون اليوم جيدا، أن بلادهم التي حولها النظام إلى مثال للتخلف والفوضى في العالم، صارت اليوم بفضل وعي هذا الشعب، مثالا في التحضر والسلمية تتحدث عنه كبريات الصحف والمواقع العالمية بانبهار شديد.
لم تعرف الجزائر صراعا هوياتيا في تاريخها تقريبا، إلا بعد دخول المستعمر الفرنسي بعدة عقود، عندما اكتشف أن أكبر خطر يهدد وجوده في البلاد هو وحدة الشعب الجزائري، وقد اختار هذا الاستعمار بخبث كبير، الاستثمار في التنوع العرقي.
خرج الآلاف في العاصمة الجزائرية في تظاهرات، استمرار لحالة الحراك، التي تطالب برحيل رموز نظام الرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، وسط إجراءات أمنية مشددة، وحملة توقيفات واستجواب من قبل الشرطة.
إن ما يتطلع إليه الشعب الجزائري في محاولة إعادة بناء دولة الحق والقانون في الجزائر، يقتضي الإمساك بالحلقات الأساسية في هذا المشروع الوطني الديمقراطي..
لقد كانت مراكز القوى داخل النظام السياسي الجزائري هي التي تحكم منذ مرض بوتفليقة، وتراجع قدراته الصحية في صورة ملحوظة منذ خمس سنوات، ولكن بوتفليقة المريض بقي في الواجهة، لأنّه لا يزال يمثل حصيلة مجموعةٍ من المصالح ومراكزالقوى.
أكد الخبير الأمني الجزائري المنشق عن النظام، أنه تبين بالملموس، أن "أمر الاعتقالات لم يكن إلا ردا على المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي كان السعيد يخطط لها على قيادة الجيش قبل أن يكتشف أمرها".
شارك مئات الآلاف من الجزائريين في مظاهرات بعدة مدن بالبلاد في الجمعة الحادية عشر للحراك للمطالبة برحيل ما يسمونها "بقايا نظام بوتفليقة"، في إشارة إلى الرئيس المؤقت عبدالقادر بن صالح ورئيس الحكومة نورالدين بدوي.
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا، تساءل فيه عن الخطوات المقبلة والتحديات التي يواجهها الحراك الشعبي في الجزائر، في وقت يرحل فيه عبد العزيز بوتفليقة، تاركا وراءه العديد من المشكلات المؤسساتية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، التي ستمثل تحديا كبيرا للجزائريين.
تعيش الأنظمة الرسمية اليوم أعمق أزماتها على الإطلاق والتي تتجلي في إنكار الواقع الجديد ومحاولة إعادة الزمن إلى الوراء قسرا من أجل منع كل الحلول والبدائل السلمية التي تطرحها الشعوب..
تسعى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تدير قطاع غزة، إلى إجراء عملية تقييم ومعالجة للأحداث والتجاوزات التي وقعت أثناء تعامل قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية بغزة مع المتظاهرين الذين خرجوا ضمن الحراك الشعبي "بدنا نعيش".
أجمع مختصون، على أن مطالبة الشباب الفلسطيني الذي يعيش في ظل أوضاع كارثية تعصف بقطاع غزة بحياة كريمة، هي ضرورة إنسانية، تتطلب تفهم موقفهم والاستماع لمطالبهم، مؤكدين أن السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي يحاولان استغلال هذا الحراك.
يشهد قطاع غزة، توترا، بعد تنظيم شبان مظاهرات، رافضة للغلاء والتدهور الاقتصادي، في ظل الحصار الذي يعيشه القطاع، منذ استلام حركة حماس دفة الحكم عام 2006، وما تبعه من انقسام فلسطيني، وإغلاق للمعابر، وتقييد حركة البضائع هناك.
المارد خرج من القمقم، ولن تفيد محاولات الأنظمة العربية البائسة كثيرًا في إعادته إلى سجنه وقيده مرة أخرى. ولعل انتفاضة الشعبين السوداني والجزائري تعيد الروح مرة أخرى لشعوب المنطقة العربية للتخلص من الطُغمة الحاكمة.
أكد المدون الجزائري الأشهر، أمير ديزاد، أن الحراك الشعبي السلمي ضد عصابة الفساد، سيستمر، وأنه قد يأخذ شكل عصيان مدني في مقبل الأيام.
مهما كانت المخارج التي ستعرفها الثورة الجزائرية إلا أنها ستكون بلا شك ثورة حاسمة لا في مسار الربيع العربي فحسب بل في مسار المنطقة برمتها لأنها ستقود بلا شك الموجة الثورية الثانية..