هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أخشى على تونس الخضراء أن تستحيل حمراء في ظل هذا الحاكم الذي يقول عكس ما يفعل، ويكذب كما يتنفس، ويعمل على هدم هيبة القانون عكس ما يدعي تماما؛ فأي قانون هو ذلك الذي يحيل المدنيين على المحاكم العسكرية؟ أهذا هو ما يدعيه قيس سعيد عن العدالة ودولة القانون؟!!
هذا التشكل الذي يزداد اتساعا، خميرته مرونة الأستاذ راشد الغنوشي الذي يعتبر الحرية عنوانا جامعا للجميع، ولا يرى حركته وصيّة على الديمقراطية ولا على الوطنية، وإنما هي فاعل وشريك مع غيرها في التصدي للانقلاب وفي الدفاع عن المؤسسات الدستورية..
قيس سعيد لن يعمر طويلا، فهو يمضي في نفق معتم متعرج غامض لا يؤدي إلى ضوء، لأن بلوغ نهايته بات مستحيلا في ظل اعوجاج المسار، وحلكة الليل، وصراخ الجوعى والمساكين، وإحكام القبضة على مقدرات الشعب وإنجازات ثورته. والسقوط هو النتيجة الحتمية والمآل الأخير.
الغموض وغياب الوضوح يفتح الباب أمام التأويل والظن ومع التكرار المنتظم لفصول من هذا التاريخ، يبدو أن عرابّي البلد يُعِيدون نفس الأخطاء بحذافيرها ولا يتعلمون من نتائجها، فالطريق إلى الجحيم مفروش دائما بالنوايا الحسنة
تظاهر آلاف السودانيين، الأحد، في شوارع العاصمة، للمطالبة بحكم مدني والإفراج عن المعتقلين، فيما قامت قوات الأمن بقمع المحتجين قرب القصر الرئاسي وسط الخرطوم.
بصرف النظر عن منطق "المؤامرة" الذي يرى في الرئيس قيس سعيد ومشروعه السياسي صنيعة محور الثورات المضادة وبعض مكونات المنظومة القديمة وحلفائهم في اليسار الوظيفي داخل أجهزة الدولة والمجتمع المدني والنقابات، أظهر الرئيس التونسي قدرة كبيرة على توظيف تناقضات المشهد السياسي وآفاته الأيديولوجية وصراعاته
بينما يمضي قيس سعيد في طريق اللاعودة المليء بالأشواك بكثير من اللامبالاة بالأصوات المحذرة والناصحة والناقمة. إنه يواصل الطريق إلى جهنم.. ذلك الطريق المحفوف بالأخطار والمكاره والنهاية المريرة..!!
البيئة الإقليمية المحيطة بنا مضطربة ومحفوفة بالمخاطر والتهديدات، والأنظمة الاستبدادية فيها من أوهن الأطراف ولا تأثير لها يذكر في مسار الأحداث العالمية، وكلما تغلبت على تلك الأنظمة المستبدة سياسة الانغلاق والضعف والانقسام والهشاشة انكشف الأمن القومي لبلداننا وصرنا الحلقة الأضعف بين أمواج البحر الهائج
الانقلاب فاشل والجميع فقد الأمل، منه لكن معارضيه خائفون مترددون ويحسبون حسابات تجار صغار ولا يريد أي منهم دفع كلفة المعارضة، هكذا كان الأمر زمن ابن علي وهو يتكرر أمام أعين العالم
في محنة الانقلاب العسكري الذي ضرب مصر منتصف 2013، تتواصل على مدار أكثر من 8 سنوات أزمة المعتقلين في سجون النظام وسط اهتمام حقوقي بما يجري بحقهم من انتهاكات أمنية وتجاوزات فجة بجانب حقوقهم القانونية والدستورية المهدرة..
هدف أحمق ليس موجودا إلا في دماغه وأدمغة من يملون عليه إجراءاته، التي لا تنسجم مع تونس الثورة وتونس الأدمغة الفكرية والسياسية والثقافية، التي تنتظم المشهد الوطني بكثير من الفاعلية والدينامكية والوعي.
تبدو في الظاهر دولة العسكر دولة قوية متماسكة من ناحية الشكل، إلا أنها من الناحية الاجتماعية والمجتمعية هشة وضعيفة وغير متماسكة، تحمل في داخلها جذور الفرقة والانقسام، وقابليات الاستبداد والاستعباد
الرابط بين حديث فرقاء السياسة العقلاء أو من فيهم بقية من رصانة أن الانقلاب انتهى سياسيا وأخلاقيا، وقد ظهرت كل علامات الانهيار الاقتصادي المؤذنة بسقوطه. وكلهم يقولون على الخاص وعلى العام إنها مسألة وقت، لكن أمام السؤال الجارح: لماذا لا تخرجون إلى الشارع خرجة أخيرة تعصف به وتستعيد الدولة ومؤسساتها؟
يريد أن يلعب على عواطف التونسيين المتعاطفين مع شكري بالعيد ليمرر من خلالهم إجراءه الاعتباطي القاضي بحل المجلس الأعلى للقضـاء الذي تستر على قتلة الأخير - على حد زعمه - وهو إجراء خبيث وكيدي يؤكد سوء نواياه، ويكشف عن التناقض والخلل في إجراءاته الأحادية التي تقع ضمن دائرة الانقلاب الأسود
لم يكن يهتم أكثر من رؤية حزب التجمع اليمني للإصلاح مهزوماً ومحطماً وخارج المعادلة السياسية، وهو هدف تشاركه آنذاك مع أطراف إقليمية ودولية أبدت ارتياحاً لدخول الحوثيين صنعاء، انطلاقاً من مواقف متشددة إلى حد كبير تجاه الربيع العربي وحوامله السياسية
تبدو مصر مشتتة بین من یرى الحل في "تحول دیمقراطي متدرج"، كما جرى في بلدان أخرى عانت من انقلابات عسكریة، مثل تركیا وتشیلي، وبین من یرى أنه لا حل إلا بثورة كاسحة