المصالح لا تسوّغ الذهاب نحو علاقات أفضل مع الاحتلال، فأي تطوير للعلاقة معه هي انتقاص للحقوق الفلسطينية وضرر للقضية الفلسطينية ولتركيا، فضلاً عن أن المصالح المتوخّاة ليست حقيقية بالأصل وإنما متوَهَّمة إلى حد كبير
سيبقى التنافس يحكم العلاقة بين القوتين الإقليميتين، فيما تضعهما بعض الملفات الإقليمية في مواجهة غير مباشرة، وتدفعهما تطورات عالمية وإقليمية أخرى نحو التنسيق والتعاون، ويبقى الخيار مرهوناً بالإرادة السياسية لدى الطرفين وليس فقط جملة المصالح والمهددات المشتركة التي تجمعهما
تعوّل تركيا على أنها طرف مهم جداً لأي استراتيجية أمريكية في ما يخص المنطقة، لكنها أيضاً تعمل على إعداد أوراق قوة تفيدها في هذا السياق وتجنبها أي تصعيد غير مرغوب به مع واشنطن.
خط رفيع ذلك الذي تسير عليه أنقرة مع موسكو في مختلف القضايا الإقليمية، فالتساهل قد يدفع للتنازل والتشدد قد يؤدي لردة فعل روسية غالبا ما تكون في إدلب. ولذا، يبدو أن سعي تركيا للتوازن بين واشنطن وموسكو والمناورة في المساحات الخلافية بينهما والذي أفادها لسنوات طويلة، سيتعرض لتحديات حقيقية في رئاسة بايدن
بغض النظر عن اسم الرئيس المقبل للولايات المتحدة، فإن العلاقات الثنائية ستبقى في مسار التأرجح والاضطراب على المديين القريب والمتوسط على أقل تقدير. ذلك أن سعي أنقرة لسياسة خارجية مستقلة نسبيا عن أطر تحالفاتها الغربية، وعدم استعداد واشنطن لتقبل ذلك والتعامل على أساسه، ينذران باستمرار الفجوة بينهما.
أي قرارات أو ضغوطات أو عقوبات من الاتحاد الأوروبي لن تؤدي إلى تغيير موقف تركيا، التي تَعُدُّ أزمة شرق المتوسط في صلب أمنها القومي وحقوقها في ثروات المتوسط، وهي حقوق غير قابلة للتنازل بالنسبة لها..
بالنظر لموقف الإدارة الأمريكية من الأزمة وتصريحاتها بخصوصها حتى اللحظة، يمكن القول في العموم إنها الغائب الحاضر فيها، حيث غاب الحديث عن وساطة أمريكية بين حليفيها، كما أن متابعة أجندة سياستها الخارجية تشير إلى أن التوتر لا يحظى بأولوية واضحة لديها
ما زال سيناريو تغيير الحدود من خلال الحرب، بافتراض حصول ذلك، احتمالاً ضئيلاً كذلك. وأما بناء تركيا القوية الجديدة فتسير فيه البلاد في السنوات الأخيرة، وقد قطعت فيها شوطاً لا بأس به
إن إطار المؤامرات الخارجية التي تستهدف أردوغان يقوّيه ولا يضعفه، بينما السجالات المؤسسة على عوامل داخلية، مثل الاقتصاد مثلاً، تتيح مساحة أكبر للمعارضة التركية. وبذا نقول إن بايدن قد قدّم لأردوغان خدمة كبيرة من حيث أراد مهاجمته
التطورات الميدانية الأخيرة تدفع لأحد خيارين، إما تسريع عجلات المسار السياسي مرة أخرى بعد القناعة باستحالة الحل العسكري، وإما العودة للتفاوض الساخن في الميدان لتعديل المواقف السياسية