عجيب أمر حكام يزودون معارضيهم بالذخائر المتمثلة في إخفاقاتهم، ليستخدموها ضدهم، فإذا فعلوا تربصت بهم بالذخائر الحية، ولكن العنف الحكومي، ومهما اشتط، أضعف مفعولا من العنفوان الشبابي الثائر.
منذ التاسع عشر من شهر كانون أول/ ديسمبر الماضي، والعديد من مدن السودان تشهد مظاهرات حاشدة، كانت في بادئ الأمر تطالب بتحسين الأحوال المعيشية، وتوفير السلع الاستهلاكية و"النقود"، ثم صارت تطالب برحيل الحكومة ونظامها بالكامل..
نحن أبناء وبنات البلدان الطاردة لمواطنيها، ننسى أمرهم دهورا طويلة، ولكن ما أن يحقق أحدهم إنجازا لافتا، حتى نلهث لتذكير العالم بأنه "أصلا تَبَعْنا"، وهكذا ما إن خسر نسيم ألقابه في عام 2000 حتى تم شطبه من الذاكرة اليمنية والعربية..
بحكم أن خط طول صفر صار خواجاتيا، صارت بلاد الخواجات مركز الكون، فصار تحديد مواقع البلدان الأخرى يخضع لما إذا كانت شرق أو غرب غرينتش، فكانت تسمية الشرق الأوسط من نصيب معظم الدول العربية،
المنطقة التي أنتمي إليها لا تعرف معظم بلدانها منصب "رئيس الوزراء"، وحتى في حال وجود المنصب فإنه يكون ديكوريا، لأن أصول الحكم عندنا تقضي بأن الرأس الكبير هو الكل في الكل، ولا سلطة لرئيس الوزراء على وزير إلا بتفويض مؤقت من الرأس الكبير.
منذ تنصيب ترامب رئيسا في مطلع عام 2017، ارتفع عدد منظمات النازيين الجدد من 99 إلى 121، وتم تشكيل 114 منظمة جديدة قضيتها الوحيدة محاربة الإسلام والمسلمين على الأراضي الأمريكية..
إن عالمنا المعاصر يشهد قحطا في ميادين كثيرة، وربما لهت مقتضيات العولمة الناس عن الكد والجد والمجاهدة والمكابدة في مجالات الفكر الإنساني والسياسة والأخلاق، وصار المجد وقفا على من يقفون وراء الهواتف الذكية والكمبيوتر اللوحي..
وهل حققت الدول العربية النفطية ما هو أكثر من بناء الأبراج الشاهقات ومجمعات التسوق الضخمة؟ هل تحسبت لأن ثرواتها ناضبة؟ ماذا أعدت لمرحلة ما بعد النفط والغاز؟ أم هل تنتظر بلوغ تلك المرحلة ثم يكون للحادث حديث؟
تعرف المكتبة العربية وخصوصا قسم التوثيق منها المتصل بالتحولات السياسية والعسكرية التي تعرفها منطقتنا، شُحّا بيّنا بسبب عزوف الساسة وأصحاب القرار عن التدوين إما خشية من أصحاب القرار، أو عدم رغبة في فعل ذلك..