ما زلنا نتذكر "رابعة التي لا تٌنسى"، رابعة التي تؤكد اختبار الإنسانية بعد اختيار الحرية، اختبار كرامة النفس البشرية بعد اختبار طلب الحرية ومقاومة الظلم، هذه الاختبارات المتتابعة أكدتها رابعة وأخواتها.
يحاول هؤلاء أن يطبعوا هذه الشعوب كقطيع، ويشتروا بأموال شعوبهم صمت هذا العالم، فيكون ذلك عملا فاشيا مركبا صرنا نعيشه؛ لا يأبه لحرمة إنسان ولا لكرامة كيان، طالما أن كرسي الطاغية والطغيان في أمان وسلام.. وعلى الإنسانية السلام!!
بين اغتيال الرئيس وقتل الشباب على نحو ممنهج داخل السجون وخارجها وإحباط الأمل وتشييد سجون المستقبل؛ تكون سياسات هذا النظام الفاشية في محاولة الانتقام وقتل ثورة يناير في نفوس الناس.
إنها حالة نجاح حركت الخطاب الفعال وحركت الجماهير الزاحفة، فعاد العسكر للثكنات راضخين، ليتأكدوا أن الشعوب هي أصعب رقم في معركة التغيير لمصلحة الوطن والمواطن
لم يكن الانقلاب في حقيقة الأمر إلا محاولة لقطع الطريق على مسار ديمقراطي استطاع هؤلاء بما قاموا به من سياسات شرعنة كاذبة إلى توطيد أركان انقلابهم العسكري الفاشي، وكشف كل ذلك عن صفحات غاية في الأهمية فيما يتعلق بثورة يناير .
إنني أؤكد على ذلك الرقم الصعب الذي يتناسونه أو يتغافلون عنه، وهو رقم يتعلق بإرادة الشعوب في عملية التغيير والتأثير. إن إرادة الشعوب لا يمكن أن تباع بدراهم معدودة، وإن أرض الوطن ليست محلا للتنازل أو المقايضة، والقضايا الكبرى لا تحتمل إلا المقاومة..
في حقيقة الأمر أن هذا الموقف المعبر عن إرادة ثورة وعن مطالب شعب؛ لم يكن ليجد له طريقا أو سندا إلا من صمود رئيس لم يخضع ولم يخنع، وأكد بصموده هذا أن للتغيير حجية لا يمكن إنكارها، وأن الثورة لا زالت تعتمر في نفوس الناس
كان شاهدا على تفريط البعض ممن زعموا أنهم زعماء هذا الوطن، وزعموا المحافظة على الوطن وسلامة أراضيه، فتنازلوا عنها واستجدوا الدعاوى والتبريرات، وزعموا المحافظة على مقدرات الوطن وموارده مياهه وغازه؛ ففرطوا فيها بقلب بارد
في الآونة الأخيرة، تخرج علينا الصحف كل يوم برقم جديد وبمشروع مختلف تدخل به مصر موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وكأن ذلك قد صار هدفا.. وصارت كلمة "أعرض" وكلمة "أكبر" وكلمة "أوسع" من الكلمات التي تستخدم على الألسنة للتعبير عما يسمونه الإنجازات العريضة