تعب المسلمون من الحروب والوقوف على أبواب الأفران والنزوح في البراري والبحار، وآن لهم أن ينعموا بمباهج الحياة الدنيا الالكترونية، ويأثموا بأئمة هدى الكوميديا وصراط المغامرات المثيرة
يعرف حكام الغرب القاعدة السياسية التي عرفها مكيافيلي قديما وذكرها في كتابه الأمير، والتي تقول إنّ الشعوب تحنُّ الى الطاغية الراحل بعد سنة أو سنتين من الثورة عليه، فيبادر الغرب إلى الاحتفاظ بالملك القديم أو أهم رجاله في الثلاجة السياسية لزراعته من جديد عند اللزوم
وسائل التواصل الحبارية سمّ بطيء، وهي غير ديمقراطية، فهي مراقبة جداً، حتى إن ترامب، رئيس أمريكا القوي عجز عن التغريد، فوسائل التواصل أدوات تجسس محكومة بعقائد صناع اللعبة
لا تثريب على المنصف المرزوقي وقد انطلت عليه خدعة قيس سعيد وفصاحته، كما انطلت من قبل على مرسي تقوى السيسي، فرؤساؤنا يحبّون لحم الفيلة، ولا يعلمون أن بلع الفيلة بأنيابها قاتل
وجدت أن رؤساءنا المعاصرين جميعاً يجيدون مشية الهيدبى ومشية الخيزلى على السجاد الأحمر، ويحتالون على الشعوب بلغتي التمساح الشهيرتين؛ لغة دموع التماسيح، ولغة الجذع الطافي..
يستدرج ساسة العالم حركة طالبان المقشقشة بوصفها بالبراغماتية إلى سوبرماركت البراغماتية، وهم حاذقون في حيلها ومكائدها. البراغماتية مديح في نشرات الأخبار وفي الأخلاق المعاصرة، وهي أحد أركان دين العالم الجديد، ولا أظنُّ أنَّ طالبان يفرحون بها، ربما يعتقدون أنها نفاق خالص
لزعيم طالبان الأول الملا محمد عمر صورة وحيدة تُكثر الفضائيات الغربية والعربية من عرضها في وكالات الإعلام وصناديق الصور السحرية لأنها تشبه صورة القرصان، فهو بعين واحدة، خسر عينه في الحرب، أما عين عدسة الكاميرا، فهي عين واحدة لا ثانية لها..
استكثر التنويريون فرحة المسلمين بانتصار طالبان، فقد اشمأزّوا من انتصار أفقر دولة في الأرض على أغنى دولة في الأرض، وعدّوا الانتصار فشلًا لأنه رفضٌ للحداثة، انتصر الأفغان بالشباشب والبنادق القديمة على جند الحضارة الأمريكية وعسكر النيتو، الذين يوزّعون حضارتهم على الشعوب عبر الدخانين دخان الطائرات ودخان
من تلك العروض التي تجري في سيرك القضاء؛ سماع شهادة الداعية محمد حسين يعقوب في قضية داعش امبابة، ثم سماع أقوال الشيخ محمد حسان، ثم مقابلة عمرو خالد على العربية، وكنت أحسب أن عمرو خالد أدهى الثلاثة. وقد جرى التنكيل بهم جميعاً، والقصد هو إهانة الإسلام والشماتة به