إنها ملاحظاتٌ هدفها رسم صورة "كليَّة" شديدة الاختصار، صورة تُعين على الفهم، وليست محاولة للحكم بإخراج بعضهم من "الفرقة الناجية". وإذا كان الفهم لا يَستَقِلُّ بطبيعة الحال عن الحكم، فإنه ليس حكما مطلقا بالنبذ؛ فربما يكون بعض المذكورين قد لعب دورا مختلفا (وأكثر أهمية) في حيوات آخرين
إن الشغف/ الإيمان نفسه هو العائد، وهو نِعْمَ العائد؛ لكن قومي لا يعلمون. فإن الشغف أو العشق هو المادَّة الأوليَّة للإيمان، وما الإيمان إلا تكثيف للعشق/ الشغف كما يذهب تولستوي
قد يبني الإنسان الحضارة المادية في طريق عروجه من خلال المتتالية التوحيدية، وهذا طبيعي ولا غبار عليه. لكنه حين يخلد إلى الأرض، ويعتبر أن مهمته الأساسيَّة هي صناعة الحضارة المادية، واتخاذ المصانع والمعابد والمدن الضخمة؛ فإنه يكون قد ضلَّ الطريق وانحرف عن الغاية المرسومة.
ازدياد قوَّة المؤثرات الخارجيَّة في هذا العصر، عن طاقة احتمال الإنسان البالغ العاقِل؛ لا يجعل واجب ا?باء ومهمتهم التربويَّة بحق أبنائهم شديدة العُسر فحسب، بل يجعل مهمتهم هم أنفسهم في مقاومة هذا الخَبَث أبلغ مشقَّة
قد يتوهَّم البعض أن في هذا صرف للعباد عن العناية بشؤون دنياهم، لكنَّه في حقيقة الأمر صرفٌ لقلوبهم عن الانشغال الضار بما تكفَّل به الرب الإله لعباده جميعا، مؤمنهم وكافرهم؛ وكتبه على نفسه وعليهم منذ الأزل، إذ رزقهم حتى قبل أن يُعلمهم السؤال
يصير ارتباط عطاء الألوهية وعطاء الربوبية من نعم الله على عباده المؤمنين؛ فهو كالإنذار والتنبيه لمن غفل واثّاقل إلى الأرض، واستجاب لهوى النفس وانجرف وراء ضعفها.
المعيَّة الكثيفة عينها هي التي تجعل العبادات اليوميَّة (الصلاة والصيام والزكاة والصدقة وبر الوالدين.. إلخ) مفاتيح ومراتب للسلوك، بل تجعلها كل الطريق إلى الله. إذ تصير الصلاة في هذا التصوّر بداية الحركة الجماعية ضد سكون الدروشة والتواكُل
إن نجاح أي محاولة للتعليم الموازي هو نجاح تربوي بالأساس، وهو في حقيقته اكتمال لاضطلاع الأب والأم بجوهر وظيفتها التي تعبدهما الله بها، وإلا صارا ممن ولَّوا التكليف أدبارهم
لا نستهدف نفي دور العامل "التآمري" الخارجي في واقع الأمة، خصوصا إبَّان القرن العشرين، وإنما نستهدف فهم هذا العامل ونفي مركزيته، في إشارة ضمنيّة إلى وجود عوامل أخرى -لا تقل أهميَّة- وإن لم يتسع المقام لبسطها
تُنبئنا التجربة التاريخيَّة بأن الطبقة المستضعَفة التي تضخَّمت من التغذي على البقايا، ستبدأ (في نقطة معينة) بمدّ يدها لمائدة الملأ الذين يستفزونها علنا (وبصورة مستمرة) باستعراض ما ينالون.