صحافة دولية

وول ستريت: لهذه الأسباب دعمت دول عربية خطة ترامب

وول ستريت: يمثل دعم قادة عرب لخطة ترامب للسلام تحولا إقليميا- جيتي

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا أعده ديون نيسنباوم، يقول فيه إن دعم قادة الدول العربية لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يمثل تحولا في المنطقة.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الدعم المبدئي للخطة الأمريكية يعكس تغيرا في الأولويات، والإحباط من الفلسطينيين، والاستعداد للعمل مع إسرائيل

 

ويلفت نيسنباوم إلى أن خطة ترامب هزت الديناميات في المنطقة، حيث تحضر إسرائيل لاستثمار ما ورد فيها سريعا وضم الضفة الغربية التي كانت ستقوم عليها دولة فلسطينية، في وقت قدم فيه القادة العرب دعما مشروطا للخطة. 

 

وتقول الصحيفة إن هذا الدعم يشكل تحولا عن الموقف الثابت الذي كان القادة العرب متمسكين به، وهو أن أي اتفاق مع إسرائيل يجب أن يشمل على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها في القدس الشرقية، مشيرة إلى أن بعض القادة لا يزالون يدعمون هذه المواقف، إلا أنهم عبروا عن إحباطهم من القيادة الفلسطينية وترددها في تقديم تنازلات حول هذه الأمور، بشكل منعهم من تقوية علاقاتهم مع إسرائيل. 

 

ويفيد التقرير بأن إدارة ترامب حاولت جذب قادة من السعودية والإمارات العربية المتحدة وعمان والبحرين ودول أخرى في المنطقة لتجاوز المأزق السياسي، ونجحت بدرجة معينة، فحثت السعودية والإمارات القيادة الفلسطينية على قبول خطة ترامب، بصفتها قاعدة لمفاوضات جديدة مع إسرائيل، بشكل يدفعها لتقديم تنازلات في مناطق مثل وادي الأردن.

 

وينقل الكاتب عن مدير مشروع العلاقات العربية الإسرائيلية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، ديفيد ماكوفسكي، قوله: "ما هو تاريخي هو المرة الأولى، كما أعتقد منذ بداية النزاع لم يتطابق الموقف العربي مع ذلك الفلسطيني.. وهذا يكشف عن الأولويات الإقليمية التي تشغلها، سواء في إيران أم ليبيا، أو العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة".

 

وتفيد الصحيفة بأن بنيامين نتنياهو تحرك سريعا منذ إعلان الخطة في يوم الثلاثاء وبدأ بعملية ضم المستوطنات الإسرائيلية كلها في الضفة الغربية وأجزاء من وادي الأردن، وهو ما سيقوي سيطرة إسرائيل على الأرض التي كانت موضوعا خلافيا في محادثات السلام، مشيرة إلى أن القادة الإسرائيليين عبروا يوم الأربعاء عن إمكانية إبطاء عملية الضم، لكن دعم إدارة ترامب لهم تجعلهم يمضون قدما في الخطة. 

 

ويذكر التقرير أن الإمارات العربية المتحدة والبحرين وعمان أرسلت سفراءها في واشنطن إلى البيت الأبيض، حيث قدم حضورهم دعما رمزيا للخطة، التي فضلت إسرائيل بشكل كامل، ورفضت المطالب الفلسطينية الرئيسية باعتبارها غير قابلة للتفاوض، ووصفت الإمارات الخطة بالجدية، وبأنها قد تكون نقطة بداية "مهمة" للمفاوضات، فيما دعت السعودية، التي كانت تقليديا من أهم داعمي مطالب الدولة الفلسطينية، القيادة الفلسطينية لدراسة الخطة بصفتها قاعدة لمحادثات جديدة. 

 

وينوه نيسنباوم إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عمل بشكل مقرب مع صناع السياسة الأمريكية حول الخطة، في وقت تمسك فيه والده الملك سلمان بالدعم الثابت للدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وهو ما أدى إلى حدوث صدع في السياسة الخارجية السعودية، إلا أن سفيرة الرياض في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر، لم تكن في العاصمة وقت الإعلان عن هذه الخطة، فيما يعد غيابا واضحا عن مناسبة تعد مهمة لإدارة ترامب.

 

وتشير الصحيفة إلى أن الفلسطينيين، الذين همشتهم إدارة ترامب أثناء إعداد الخطة، رفضوا ما قدمه الرئيس، ودعا الناشطون إلى "يوم الغضب"، ما يثير مخاوف من تزايد العنف، لكن ليس بمستوى تحوله إلى انتفاضة جديدة، لافتة إلى أنه ليس لدى الفلسطينيين ما يمكنهم من منع إسرائيل من التحرك وضم أراضي الضفة الغربية. 

 

ويلفت التقرير إلى أنه في الوقت الذي عبر فيه بعض قادة الشرق الأوسط عن قلقهم من خطط إسرائيل الساعية للضم المباشر، لكنهم لم يتخذوا الخطط لإحباط الجهود الإسرائيلية، وفي الوقت الذي اتصل فيه الملك سلمان، مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مجددا تضامنه معه، إلا أن حكومته ضغطت على الفلسطينيين لقبول الخطة أساسا للمحادثات مع إسرائيل.

 

ويرى الكاتب أن النبرة المعدلة في العواصم العربية هي انعكاس لتغير العلاقات في المنطقة، التي تقوم فيها دول في حالة حرب مع إسرائيل بتقوية علاقاتها معها من خلال الشركات والرموز القيادية.

 

وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤولين في المنطقة، قولهم إن محمد بن سلمان مدح علنا إسرائيل، وقلل من أهمية القضية الفلسطينية، والتقى ولي العهد السعودي العام الماضي في السعودية بزعيم مسيحي إنجيلي يعيش في القدس، ويحمل الجنسية الأمريكية الإسرائيلية.

 

وبحسب التقرير، فإن عدة شركات إسرائيلية تعمل في الظل في السعودية والإمارات، في الوقت الذي اتهمت فيه السعودية باستخدام منتجات تجسس إسرائيلية لملاحقة المعارضين، مشيرا إلى أن إسرائيل صادقت هذا الأسبوع على قرار يسمح للإسرائيليين بزيارة السعودية للتجارة والزيارة الدينية، مع أن الرياض رفضت الفكرة.

 

وينقل نيسنباوم عن مسؤولين أمريكيين وشرق أوسطيين، قولهم إن الولايات المتحدة تعمل وبشكل مكثف مع الإمارات والبحرين وعمان والمغرب لتطوير معاهدات عدم اعتداء مع إسرائيل. 

 

وتقول الصحيفة إن هذا المزاج الجديد جاء نتاجا لتقارب وجهات النظر بين إسرائيل ودول الخليج حول إيران وخطرها على الجميع، بشكل لم يعد هناك اهتمام بحل القضية الفلسطينية، لافتة إلى أن إسرائيل قامت سرا بتوسيع علاقاتها مع الجيران العرب، خاصة السعودية والإمارات، في وقت تراجعت فيه القضية الفلسطينية ولم تعد فيه إسرائيل دولة منبوذة.  

 

وينوه التقرير إلى أن الرئيس ترامب اعتبر بعض قادة العرب مهمين لتحويل الديناميات في الشرق الأوسط ونفع إسرائيل، وعمل جارد كوشنر، رجل الاتصال لترامب، بشكل كبير على توثيق صلاته مع محمد بن سلمان وسفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة. 

 

ويستدرك الكاتب بأنه في وقت دعمت فيه دول عربية الخطة الأمريكية إلا أن دولا عربية ومسلمة شجبتها واعتبرتها صفعة للأماني الفلسطينية، فوصفت تركيا الخطة بالميتة، وقالت إن إجراءات الضم تدمر حل الدولتين، وقال وزير الخارجية: "لن ندعم خطة لا تحظى بدعم فلسطين"، فيما حذر وزير الخارجية الأردني من العواقب الخطيرة والإجراءات التي تتخذها إسرائيل من جانب واحد. 

 

وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن هذه الدول لا تستطيع عمل شيء لوقف عمليات الضم الإسرائيلية.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)