سياسة عربية

السيسي الابن يحارب الفساد.. هل هو استنساخ لجمال مبارك؟

عبد الفتاح السيسي أصبح نجله أحد قيادات الجهاز الرقابي الذي صار الأهم خلال 3 سنوات الأخيرة - جيتي
عبد الفتاح السيسي أصبح نجله أحد قيادات الجهاز الرقابي الذي صار الأهم خلال 3 سنوات الأخيرة - جيتي

عشرات الضربات القوية لرؤوس الفساد داخل أروقة الهيئات والمؤسسات الحكومية والمحافظات المختلفة، بطلها هو جهاز الرقابة الإدارية الذي يعد مصطفى عبد الفتاح السيسي، نجل قائد الانقلاب أحد قيادات الجهاز الرقابي الذي صار الأهم خلال 3 سنوات هي مدة وجود ابن السيسي بالجهاز.

ويسطير السيسي على هيئة الرقابة الإدارية باللواء محمد عرفان أحد قيادات الجيش السابقين والمقرب من السيسي رئيسا للهيئة، بالإضافة إلى نجله الأكبر مصطفى الذي نقل من العمل بالمخابرات الحربية إلى الهيئة بعد انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013.

ومنذ تعيين مصطفى السيسي بالرقابة الإدارية في 3 أيلول/ سبتمبر 2014، وحتى اليوم، تم ضبط عشرات قضايا الفساد لمسؤولين كبار ونواب محافظين ومحافظين ليغطي عمل الجهاز على بقية أجهزة الرقابة في مصر.

والأجهزة الرقابية في البلاد هي "الهيئة العامة للرقابة المالية"، و"هيئة الرقابة الإدارية"، و"الجهاز المركزي للمحاسبات"، و"الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات"، و"مصلحة الرقابة الصناعية"، و"الهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية"، و"جهاز الرقابة على الصحف والمطبوعات"، و"جهاز الرقابة على المصنفات الفنية".

وفي المقابل عندما أعلن رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، المستشار هشام جنينة، نهاية 2015، عن وجود 600 مليار جنيه فساد في القطاع الحكومي، تم عزله في آذار/مارس 2016، وتقديمه للمحاكمة وحبسه عاما مع إيقاف التنفيذ بتهمة نشر أخبار كاذبة نهاية 2016.

آخر الضربات التي يظهر بها دور الرقابة الإدارية بمكافحة الفساد الحكومي، هي القبض على محافظ المنوفية، الأحد، ورجلي أعمال آخرين لتورطه بتخصيص قطعة أرض لرجلي أعمال، مقابل رشوة 2 مليون جنيه، قبل ساعات من زيارة السيسي للمحافظة مسقط رأسه.

وأعلنت الهيئة الخميس الماضي، عن ضبطها 12 قضية فساد منذ بداية عام 2018، وألقت خلالها القبض على عدد من المسؤولين الحكوميين المتورطين في مخالفة القانون وقبول وطلب الرشوة.

استنساخ جمال مبارك

محللون اعتبروا أن ما يقوم به جهاز الرقابة الإدارية بعضه تلميع لابن السيسي ومحاولة لـ"استنساخ تجربة جمال مبارك".

وأكد الكاتب والمحلل السياسي خالد الأصور، أن ما يتم هو "استنساخ لجمال مبارك"، مضيفا عبر فيسبوك: "تحية حارة لابن السيسي، على دوره الكبير بمحاربة الفساد بعد تعيينه المستحق في الرقابة الإدارية وإلقاء القبض على محافظ المنوفية الفاسد، وأدعو سيادته إلى الخطوة التالية بتشكيل (جمعية المستقبل) تمهيدا للخطوات القادمة بتجديد شباب الرئاسة بالجيل الجديد"، وجمعية المستقبل أسسها جمال مبارك في 1998، كبداية لعمله العام.


خدمة السيسي الأب

من جانبه أكد أستاذ الاقتصاد بكلية أوكلاند الأمريكية الدكتور مصطفى شاهين، أن الطفرة التي حدثت في عمل جهاز الرقابة الإدارية وعمليات كشف الفساد الحكومي؛ مرتبط أكثر بالانتخابات الرئاسية وتقوية وضع السيسي الأب وليس الابن.

وأضاف لـ"عربي21"، أنه عندما يصل السيسي إلى سن 70 عاما، هنا يمكنه التفكير في دعم السيسي الابن وتقديمه للشعب.

نموذج صدام

وفي تعليقه يرى عضو حزب الوسط المعارض، وليد مصطفى، أن ابن السيسي يسير على خطى ابني الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، موضحا أن "نموذجي جمال مبارك في مصر وبشار الأسد في سوريا هما نموذجان يحاولان تحويل النظام الجمهوري إلى نظام مملوكي".

وأضاف، لـ"عربي21"، أن حالة مصطفى السيسي، تختلف عن جمال وبشار، وقال إننا "أمام نموذج مشابه لنموذج قُصي وعدي صدام حسين، حيث يقوم رأس النظام بالاستعانة بكل أقارب الدم لفرض السيطرة وحسب درجة القرابة والمصاهرة يتم منحهم المناصب".

وأكد مصطفى، أننا لسنا أمام حالة توريث، موضحا أنه "لن يتم التوريث لأن محتكر السلطة (السيسي) لا يقبل فكرة أنه سيموت من الأصل، أو أن أي أحد غيره ممكن أن يستحوذ على السلطة".

ويرى مصطفى، أنه "لو حاول أي شخص مهما كانت درجة قرابته أن يهيئ نفسه لتولي السلطة؛ فإن مصيره هو الهلاك".

فنكوش وإلهاء

ويعتقد أستاذ الأعمال الدولية في جامعة جورج واشنطن الدكتور محمد رزق، أن ما تقوم به الرقابة الإدارية وحملة التلميع المتتالية للجهاز، "كله فنكوش"، وذلك لإلهاء الشعب عن الكوارث القادمة، وتوجيه الدفة بعيدا عن إخفاقات النظام في معالجة مشاكل المصريين.

التعليقات (0)