نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا تطرقت فيه إلى أربعة
مواقف غيرت
مسار السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي، دونالد
ترامب، وأثبتت أن هذا الرئيس مزاجي ولا يستقر على رأي. فقد غير مواقفه تجاه جملة من القضايا وتنصل من وعود لطالما تشدق بها خلال حملته الانتخابية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن ترامب برهن عن براعته في التلاعب بالكلمات وقدرته الرهيبة في خلق ضجة من خلال تصريحاته المستهجنة. فخلال هذا الأسبوع، غير هذا الرئيس كليا مواقفه حيال عدد من القضايا المهمة.
وأكدت الصحيفة أن كل هذه المواقف "المتذبذبة" تثبت أن ترامب شخص متقلب ولا يمكن التنبؤ بما سيقرره. وهو ما أثار حيرة الملاحظين الذين أصبحوا على يقين بأن ترامب يعد بمثابة ظاهرة غريبة، حيث تباينت آراء الملاحظين والخبراء بين من يعتقد أن ترامب ينتهج سياسة واقعية وبين من يرى أن هذا الرئيس لا يستقر على رأي أو موقف.
وتحدثت الصحيفة عن الموقف الأول المتمثل في تغير سياسة ترامب تجاه الصين، حيث أن الرئيس الأمريكي صرح خلال الأسابيع الماضية أن الصين "بطلة العالم في التلاعب بالعملات وذلك بغية الانخراط ضمن المنافسة التجارية غير النزيهة". علاوة على ذلك، وعد ترامب خلال حملته الانتخابية بمكافحة ما أسماه "التغوّل" الصيني.
وأفادت الصحيفة أن موقف ترامب تجاه الصين تغير عند لقائه بنظيره الصيني، شي جي بينغ. وخلال هذه الزيارة، صرح الرئيس الأمريكي أن "الصين لم تتلاعب بعملتها منذ أشهر". فضلا عن ذلك، أفاد ترامب أنه يطمح إلى تعزيز العلاقات مع الجانب الصيني.
وأوضحت الصحيفة أن الموقف الثاني يتمثل في أن ترامب غير رأيه تجاه رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جانيت يلين. والجدير بالذكر أنه انتقدها خلال حملته الانتخابية عدة مرات، حيث أنه حملها مسؤولية المحافظة على أسعار فائدة منخفضة، وذلك بهدف حماية الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، من الوقوع في مستنقع الأزمة الاقتصادية لاسيما وأنها مقربة من الحزب الديمقراطي.
وكان من المتوقع أن يقوم ترامب بإقالة يلين فور وصوله إلى البيت الأبيض، لكنه قرر تركها في منصبها. وفي هذا السياق، أفاد الرئيس الأمريكي أن "إقالة يلين قبل انتهاء عقدها سنة 2018 ليس إلا مجرد إشاعة، فأنا أحبها وأحترمها".
وبينت الصحيفة ثالثا، أن ترامب غير موقفه إزاء سوريا، حيث أن عددا من أعضاء الحكومة الأمريكية صرحوا خلال الأيام القليلة الماضية أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تقر بضرورة الإطاحة بالرئيس السوري، بشار الأسد. ولكن هذا الموقف تغير فجأة بعد مجزرة خان شيخون، حيث أفاد ترامب أن النظام السوري تجاوز عدة خطوط حمراء. وتبعا لذلك، أصدر أوامره بقصف القاعدة الجوية العسكرية الشعيرات. وفي الواقع، يبدو هذا الموقف مفاجئا، حيث صرح الرئيس الأمريكي في عدة مناسبات أن بلاده لن تتورط في تدخلات عسكرية في المستقبل.
وأفادت الصحيفة أن هذا التغير المفاجئ في الموقف الأمريكي لا يخفي حقيقة غياب إستراتيجية أمريكية واضحة فيما يتعلق بالحرب السورية. ومن جهته، قال وزير الخارجية الأمريكية، ريكس تيلرسون أن "عهد بشار الأسد شارف على النهاية"، علما أن الرئيس السوري متمسك بالكرسي في ظل فشل كل المبادرات الدبلوماسية التي تهدف إلى تحقيق السلام.