كشف أوري سافير، وكيل وزارة الخارجية
الإسرائيلي الأسبق، النقاب عن أن محمد
دحلان، القيادي المفصول من حركة فتح، يرغب في التواصل مع وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور
ليبرمان.
والهدف، بحسب سافير، هو التباحث معه حول خطته السياسية التي تقوم على "تبادل الأراضي"، والهادفة للتخلص من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948.
وفي تعليق نشره اليوم موقع "يسرائيل بالس"، واطلعت عليه "
عربي21"؛ نقل سافير، الذي يحتفظ بعلاقات وثيقة مع كبار قيادات
السلطة وحركة فتح، عن مصدر فلسطيني بارز مقرب من دحلان، قوله إن الأخير يرغب في التواصل مع ليبرمان حول خطته، لأنه يرى فيها أساسا يمكن الاستناد إليه في التوصل لتسوية سياسية للصراع.
وأضاف المصدر: "لا توجد لدحلان مشكلة في أن يجلس مع ليبرمان للتباحث حول تبادل الأراضي والمبادرة العربية".
وأشار سافير إلى أن دحلان يبدي استعداده للتعاطي مع خطة ليبرمان "لكي يسوق نفسه لدى الإدارة الأمريكية للتدليل على أن بوسعه أن يكون شريكا جديا للتسوية".
وأعاد سافير للأذهان حقيقة أن دحلان وليبرمان يرتبطان بعلاقات شخصية امتدت لفترة طويلة.
واستدرك سافير بأن رهان دحلان على إمكانية إثبات ذاته من خلال الاستعداد للتوافق مع ليبرمان يبدده موقف نتنياهو الذي يرفض خطة تبادل الأراضي.
ونقل سافير عن مصدر بارز في الخارجية الإسرائيلية قوله إن نتنياهو "يفضل وجود شخصية ضعيفة في قيادة السلطة مثل عباس على شخص لا يمكن توقعه مثل دحلان".
ويذكر أن خطة "تبادل الأراضي" تقوم على قبول الجانب الفلسطيني بضم المستوطنات اليهودية لإسرائيل مقابل ضم منطقة المثلث التي يقطن فيها أغلبية فلسطينيي الداخل للدولة الفلسطينية التي ينبغي أن تقوم.
وتهدف الخطة إلى التخلص من الثقل الديموغرافي لفلسطينيي الداخل، وفي الوقت ذاته إضفاء شرعية على وجود المستوطنات.
على صعيد آخر، أوضح سافير أن دحلان، الذي نعته بـ"المتشرب بالفساد"؛ يحظى بدعم السيسي ومعظم الحكام العرب، منوها إلى أن "هذا ما يثير فزع عباس".
على صعيد آخر، كشف سافير النقاب عن أنه بخلاف التسريبات المنسوبة لمقربين من رئيس السلطة محمود عباس، فإن المكالمة التي تمت بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تشهد أي توافق حول التصور لحل الصراع، مشيرا إلى أن ترامب ظل مصرا على "التسوية الإقليمية"، في حين تشبث عباس بحل الدولتين، منوها إلى أن ترامب ركز خلال المكالمة على وجوب تحرك السلطة لإنهاء "التحريض" ضد إسرائيل.
ونقل سافير عن مقربين من عباس قولهم إن مزاجه "متكدر جدا بسبب خيانة السيسي له من خلال إصراره على دعم خصمه اللدود دحلان".
ونوه سافير إلى أن عباس "اليائس من الوضع القائم يعزي نفسه بإمكانية تجنيد ترامب لصالح الحفاظ على حكمه"، وهو ما يفسر حرصه على بذل الجهود الهادفة لمنع اندلاع انتفاضة في الضفة الغربية.