سياسة عربية

هل تسخّر إسرائيل القضاء الدولي لملاحقة الأسرى المحررين؟

التميمي أفرج عنها ضمن صفقة وفاء الأحرار- أ ف ب
أثار طلب الولايات المتحدة الأمريكية من الأردن تسليم الأسيرة المحررة أحلام التميمي؛ تساؤلات عن مصير آلاف المحررين الفلسطينيين في ظل الضغوط التي تمارسها إسرائيل في حلبة القضاء الدولي لملاحقتهم، خاصة أولئك الذين أبصروا الحرية عبر صفقة تبادل "وفاء الأحرار" التي "أرغم الاحتلال على القبول بها، وبات حقده واضحا للانتقام من محرريها"، بحسب مراقبين.

ويرى حقوقيون وناشطون أن "الاحتلال الإسرائيلي لم يدخر جهدا لملاحقة الأسرى المحررين، سعيا لتجريمهم دوليا، والتنغيص عليهم في إطار حالة الثأر والحقد التي ينتهجها ضدهم".

وقال الأسير المحرر، تيسير سليمان، إن إسرائيل تعتقد أن الأسرى المحررين لفتوا أنظار العالم إلى حقيقة المعاناة التي يعيشها آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، خاصة من تم أبعادهم خارج الأراضي الفلسطينية.

اقرأ أيضا: أمريكا تطالب الأردن بتسليم المحررة أحلام التميمي والأخير يرفض

وأشار سليمان إلى أن هؤلاء الأسرى وجدوا من الدول التي أبعدوا إليها نوافذ قانونية ليخدموا شعبهم ويكونوا جزءا من التعبير عن معاناته، لافتا إلى أن الأسيرة المحررة أحلام التميمي "كانت تمارس هذا الدور سواء عندما كانت في السجن أو بعد إطلاق سراحها".

مقاومة مشروعة

وأوضح أن إسرائيل "تريد كسر عزيمة الأسير في محبسه وهزيمته حتى بعد أن يطلق سراحه، لكن ما حدث أن الأسرى خرجوا في صفقة تبادل مشرفة وفضحوا ممارسات الاحتلال".

وتحدث الأسير سليمان لـ"عربي21 " عن ملاحقة الأسيرة المحررة أحلام من الاحتلال الإسرائيلي تحت عباءة القضاء الأمريكي وقال: "أحلام نفذت عملية في أرض محتلة، والمقاومة الفلسطينية منذ سنوات طويلة حصرت عملها المسلح داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي مقاومة مشروعة كفلتها الأعراف والقوانين".

اقرأ أيضا: كيف علقت حماس على مطالبة واشنطن للأردن بتسليم التميمي؟

واستطرد قائلا: "أعتقد أن إسرائيل هي التي تطالب بتسليم أحلام ولكن بقناع القضاء الأمريكي، لأنه من المعلوم بالضرورة أن الأحكام الصادرة بحق الأسرى في أي صفقة تبادل تكون قد سقطت بمجرد إطلاق سراح الأسير، ولا يمكن محاسبة أي منهم بأثر رجعي، لذلك الاحتلال لن يترك جهدا على كافة الأصعدة سواء أمنيا أو قضائيا للتضييق على الأسرى".

سياسة الملاحقة


وجاء سليمان بمثال على سياسة الملاحقة للمحررين قائلا: "الأسرى المفرج عنهم إلى قطاع غزة لا يستطيعون مغادرته بفعل تدخل الاحتلال، فهم الآن في سجن كبير وقد ألزموا بالبقاء في قطاع غزة ولا يستطيعون الالتقاء بأهلهم".

وطالب الأسرى بأن يثبتوا على مبادئهم التي اعتقلوا عليها، قائلا: "نحن شعب تحت الاحتلال ومن حقه أن يدافع عن نفسه، والأسرى يجب عليهم أن ينطلقوا للتعبير عن ذلك في كل المنابر المتاحة ".

من جهتها اعتبرت الناشطة الحقوقية أماني السنوار أن هناك محاولة إسرائيلية لاستخدام القضاء الأمريكي في ملاحقة الأسرى المحررين بعناوين وأدوات مختلفة.

عمليات انتقام 

وأشارت السنوار في حديث لـ"عربي21 " إلى أن إسرائيل تستغل ما هو متاح في القضاء الدولي لملاحقة الأسرى الفلسطينيين، "فمثلا يستطيع أي شخص الادعاء بأنه قد تعرض بضرر مباشر أو غير مباشر سواء هو أو أي من أقاربه عبر ما يسمى بمبدأ الولاية القضائية العالمية، وإسرائيل تستغل ذلك ضد الأسرى والنشطاء الفلسطينيين".

اقرأ أيضا: ما مدى قانونية تسليم الأردن أحلام التميمي للولايات المتحدة؟

ولفتت إلى أن إسرائيل تمارس عمليات انتقام من الأسرى المحررين، فهي أخلت بالتزاماتها عندما أعادت اعتقال أسرى محررين من الضفة الغربية المحتلة، بالإضافة للملاحقات والتضييق على الأسرى في أماكن تواجدهم خارج فلسطين كما حدث مع الأسيرة التميمي.

وفي قضية الأسيرة أحلام قالت السنوار: "مطلوب من الأردن حماية مواطنيه، لأن التميمي سلمت للأردن بعد الإفراج عنها باتفاق اعترفت به إسرائيل ووقعت عليه، وضمنته الأردن من خلال موافقتها على استقبال بعض الأسرى المحررين فمن واجبها أن تحمي هؤلاء".

يذكر أن القضاء المريكي طلب تسليم أحلام التميمي بدعوى مسؤوليتها عن مقتل مواطنين أمريكيين في عملية مطعم "سبارو" التي وقعت بمدينة القدس المحتلة عام 2001، وذلك وفق ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

وأفرج الاحتلال الإسرائيلي عام 2011 عن التميمي، التي كانت تقضي حكما بالسجن 16 عاما، ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، التي تم بموجبها الإفراج عن أكثر من ألف أسير مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.