تطرق المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، إلى مصطلح
الدولة العميقة، وأشار إلى وجود موظفين في الحكومة الفيدرالية يعملون لصالح أجندة الرئيس السابق باراك
أوباما، لكنه في الوقت ذاته نفى أن تكون وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) تعمل على اقتلاع ما يسمى "الدولة العميقة".
وبعد سؤال أحد الصحفيين حول ما إذا كان البيت الأبيض يعتقد أن هناك شيئا مثل "الدولة العميقة" التي تعمل بنشاط لإضعاف الرئيس
ترامب، قال سبايسر: "أعتقد أنه بلا شك عندما يكون حزب واحد في السلطة لمدة 8 سنوات، يظل أشخاص منه في الحكومة، ويواصلون تبني أجندة الإدارة السابقة".
وأضاف، بحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية: "أعتقد أن انتشار أشخاص داخل الحكومة، خلال 8 سنوات من حكم الإدارة السابقة، ليس مفاجأة، ربما أصبحوا مقتنعين بتلك الأجندة، ويريدون مواصلة تنفيذها. أعتقد أن هذا يجب ألّا يكون مفاجأة لأي أحد".
وعند سؤاله عما إذا كان لدى مدير وكالة الاستخبارات المركزية أو الاستخبارات الوطنية أي تفويض رئاسي للبحث عن هؤلاء الأشخاص وفصلهم وتطهير الحكومة منهم، أجاب سبايسر بأن "هذا ليس جزءا من أي تفويض للاستخبارات المركزية في ظل أي ظروف، ولذلك؛ فالإجابة هي لا".
ولكن بالنسبة للبعض، فإن "الدولة العميقة" لها معنى أكثر خبثا من مجرد بيروقراطيين حكوميين وأشخاص معينين من قبل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ما زالوا يعملون في واشنطن.
وقال توماس ماسي، عضو مجلس النواب الجمهوري عن ولاية كنتاكي، في تصريحات لـCNN، الشهر الماضي، إنه لا يتفق "مع الكثير من الأشخاص في واشنطن وبعض أنصار الرئيس دونالد ترامب، الذين يقولون إن ذلك محاولة من إدارة أوباما لإضعاف إدارة ترامب".
وأضاف: "أنا أشعر بالقلق من أنه شيء أكبر من ذلك بكثير... أخشى أن يكون محاولة من هؤلاء الذين يريدون مواجهة مع روسيا أو دول أخرى، لدفع الرئيس ترامب في هذا الاتجاه، لذلك لا أعتقد أنها مجرد مواجهة بين ترامب وأوباما".
واشتهر مصطلح "الدولة العميقة" في تركيا. فبحسب الشبكة، فهذا المصطلح "هو تعبير يستخدمه الكثير من الأتراك للإشارة إلى الشبكات الإجرامية المزعومة داخل قوات الأمن والبيروقراطية الحكومية".
كما تم استخدام تعبير "الدولة العميقة" للمرة الأولى في صحيفة "نيويورك تايمز" عام 1997 في مقال عن تركيا، وأوضح المقال أن "الدولة العميقة" تعبير يُطلق على مجموعة من القوى الغامضة التي يبدو أنها تعمل بعيدا عن يد القانون".
ومنذ ذلك الحين، جرى استخدام تعبير "الدولة العميقة" لوصف أعضاء جماعات نافذين، لكنهم غير منتخبين يعملون في الحكومة أو الجيش في دول مثل مصر وروسيا، والآن بشكل متزايد في بعض الدوائر في الولايات المتحدة الأمريكية.
بدوره، اعتبر روبرت باير، المحلل الأمني والعنصر السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، أن الترويج لمواجهة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لما يسمى "الدولة العميقة" هي "نظرية مؤامرة" من مجموعة "اليمين البديل" (Alt Right).
وقال باير: "لقد تعاملت مع الدول العميقة في الشرق الأوسط، حيث يوجد جنرالات وضباط مخابرات يمثلون الدولة العميقة. ولكن ليس لدينا دولة عميقة في الولايات المتحدة".
وأضاف: "لدينا مسربون من الجمهوريين والديمقراطيين، لكنهم ليسوا منظمين، ولم ينظم أي أحد ذلك".
وختم بقوله: "بالتأكيد، الرئيس السابق باراك أوباما لا يفعل ذلك، وهذا مجرد تشتيت آخر".
وتابع: "أعتقد أن النزول في حفرة نظرية المؤامرة لن يجعلنا نصل إلى أي مكان، وسوف يؤدي فقط إلى تدمير مصداقية إدارة الرئيس ترامب، ونحتاج إلى مراقبة رشيدة على ذلك".