سياسة عربية

الإمارات تساند تمردا على الرئيس هادي وتقصف قواته في عدن

مصادر قالت إن هادي أوفد مدير مكتبه إلى أبو ظبي لحل الأزمة- أرشيفية
اتجه الوضع في مدينة عدن جنوبي اليمن، منعطفا خطيرا، بعد دخول القوات الإماراتية على خط التمرد الذي قاده قيادي في المقاومة الجنوبية على قرار إبعاده من مهمة الحماية الأمنية لمطار عدن، وما أعقبه من اشتباكات مع قوات الحرس الرئاسي الذي كلفت بتسلم المطار.

التطورات في مدينة عدن الساحلية، صاعدة من المخاوف بأن ما شهدته المدينة التي يتخذ الرئيس عبد ربه منصور هادي وفريقه الحكومي منها مقرا لهما، قد يكون مقدمة لـ"انقلاب ثان" عليه، لاسيما بعد الاندفاع الإماراتي الداعم لتمرد قائد وحدة حماية أمن المطار على قرار تغييره.

وقالت مصادر يمنية مطلعة إن القوات الإماراتية المتواجدة في عدن، ساندت تمرد القيادي في المقاومة الجنوبية، المقدم، صالح العميري المعروف بـ"أبا قحطان" عبر قصفها نقطة تابعة للحرس الرئاسي التابع للرئيس عبد ربه منصور هادي الأحد، في محيط مطار عدن بخور مكسر شمال شرق المدينة، بعد إحكامها الحصار على ميليشيا العميري بداخل المطار، أوقعت قتلى وجرحى.

وتابعت المصادر، شريطة عدم الكشف عن أسمائها في تصريح خاص لـ"عربي21"  بان تدخل الإمارات المباشر في أزمة المطار، دفعت الرئيس هادي لإرسال مبعوثين إلى "أبو ظبي" وهما "مدير مكتبه، عبدالله العليمي، ونجله، ناصر عبدربه، قائد قوات الحرس الرئاسي، مساء الأحد، بعد بيان أصدره ائتلاف المقاومة الجنوبية يحذر ولي عهدها ، محمد بن زايد  من تداعيات التدخل المستمر لضباط إماراتيين في شؤون عدن.  

ووفقا للمصادر المطلعة فإن إيفاد الرئيس اليمني للعليمي وقائد ألوية الحرس الرئاسي إلى العاصمة الإماراتية، لمخاطبة جهة الاختصاص المباشرة وعزل وكلائها المحليين "هذا من ناحية، والتواصل إلى تفاهمات مع بن زايد للخروج من هذا المنحدر بأقل التكاليف" لاسيما بعد مشاركة قواته الجوية في دعم التمرد على قراره الأخير.

انقسام المشهد بعدن

وانقسم المشهد في مدينة عدن على وقع الاحتقان الشديد إلى قوىً مؤيدة للرئيس هادي ولقراراته، وأخرى لتشكيلات حليفة للإماراتيين وتتألف من الحراك الجنوبي وميليشيا الحزام الأمني التي يقودها القيادي السلفي المثير للجدل، هاني بن بريك.

وتحدثت المصادر ذاتها لـ"عربي21" أن المقدم العميري اتكأ على دعم إماراتي له، كونه تسلم حماية أمن المطار منها قبل أكثر من عام، في الوقت الذي تشير المصادر إلى أن ضباطا إماراتيين أبلغوا "العميري" أمس السبت، بمساندته، وتعهدوا بصد أي عمل عسكري لإنهاء تمرده من قبل قوات هادي، وهو ما حدث بالفعل عندما شنت طائرة من نوع" أباتشي" غارة على مركبة عسكرية تابعه لها في نقطة العريش بالقرب من المطار.

وأضافت، مقابل الإسناد الجوي الإماراتي تحركت ميليشيا الحزام الأمني على الأرض باتجاه "خور مكسر"حيث مقر المطار، لفك الطوق الذي فرضته قوات الحرس الرئاسي على العناصر التابعة للمقدم العميري بداخل مقر المطار. مشيرة إلى أن ميليشيا الحزام الأمني اعترضتها قوات من الجيش الوطني التابع للمنطقة العسكرية الرابعة أثناء توجهها نحو المطار، واشتبك الطرفان.

 ائتلاف المقاومة يحذر الإمارات

من زاوية أخرى، برز إلى الواجهة، ائتلاف المقاومة الجنوبية (كيان جديد مساند للشرعية) الذي أبلغ القائد الأعلى للجيش الإماراتي، محمد بن زايد آل نهيان، في بيان حمل طابع التحذير من استمرار تدخل ضباط إماراتيين في شؤون مدينة عدن.

وقال الائتلاف الأحد إن أي تمرد سيتم التصدي له من قبل "أبطال المقاومة وأفراد المؤسسة العسكرية والأمنية في البلاد".

وأضاف: "نطالب الشيخ محمد بن زايد بمحاسبة الضباط الإماراتيين الذين يخدمون جهات تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتقويض السلطة الشرعية الممثلة برئيس الجمهورية".

وشدد الائتلاف على وقوفه مع "السلطة الشرعية وقرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي".

وحذر البيان من أي أعمال تنتج صداما مع من يعمل خارج مؤسسات الدولة مطالبا الرئيس هادي بـ"بمحاسبة ومحاكمة العسكريين الذين يسعون إلى زعزعة الأمن والاستقرار والعمل خارج مؤسسات الدولة".

وهدد بدعوة أنصاره وقواعده الشعبية لـ"الخروج والتعامل مع كل المخالفين بحزم الذين خانوا الوطن إذا لم تحسم الأمور خلال الساعات المقبلة".

وطالب في الوقت ذاته بإعادة الملاحة الدولية لمطار عدن "تحت إشراف من قام بتخويلهم لتأمينه من أجل عودة نشاطه وتغيير ومحاسبة كل من قصر في عمله".

مخاوف من انقلاب ثان


ويشير البيان وفقا للمصادر إلى أن المعركة في عدن بين حلفاء الإمارات والرئيس اليمني وفريقه الحكومي، دخلت مرحلة "كسر العظم" لاسيما بعدما بدأت الصفوف فيها تتمايز أكثر، والذي أنتجها حالات التمرد على قرارات الأخير، وسط مخاوف من "إنقلاب ثان" قد يقوده الحراكيون على هادي، هذه المرة في المدينة الساحلية عدن.

وفي هذا السياق، قال مسؤول عسكري في قوات اللواء الرابع (حرس رئاسي) أن مشاركة ألوية الحماية الرئاسية في أحداث المطار، جاءت بناء على توجيهات رئاسية للتدخل وإنهاء الأزمة القائمة في المطار والسيطرة على الوضع.

وأكد بسام البان، وهو قائد سرية باللواء، أن أي قوى تتمرد في عدن على شرعية الرئيس هادي فهي لا تختلف مطلقا عن المتمردين الحوثيين. موضحا أن قوات الحماية الرئاسية لن تكون مهمتها حماية الرئيس وتحركاته فقط، بل حماية الوطن بأكمله. 

مساع لاحتواء الأزمة

وأفادت المصادر المطلعة بأن قوات الحرس الرئاسي، انسحبت من محيط مطار عدن، بعد الاشتباكات التي شهدتها المنطقة مع وحدة حماية أمن المطار التي يقودها" أبوقحطان" المسنودة بطيران الإمارات وميليشيا الحزام الأمني، بعد 4 أيام من الحصار المفروض على المطار.

وقالت إن الانسحاب جاء في مسعى من قبل الرئاسة لاحتواء الوضع ومنع اتساع المواجهات مع الميليشيا المدعومة من الإمارات شرق مدينة عدن، التي تتخذ الحكومة الشرعية منها مقرا لها.

من جانب أخر، أبلغت مصادر مقربة من الحكومة "عربي21" أنه جرى تعليق رحلات الطيران من وإلى مطار عدن، لمدة 24 ساعة، بعد الأحداث التي مر به المطار اليوم.