ألقى العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، خطابا خلال حضوره حفل الغداء الرسمي للقادة، الذي تلا إفطار الدعاء الوطني، في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد يومين من لقائه دونالد ترامب.
وركّز الملك عبد الله في خطابه على ضرورة البحث عن العوامل المشتركة بين كافة أطياف العالم، وعدم التعامل بتفرقة وعنصرية مع الآخرين.
كما أعرب العاهل الأردني عن سعادته بلقاء الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، مضيفا: "أؤكد حرصي على العمل مع الإدارة الجديدة وأصدقائنا العديدين هنا في واشنطن".
وفي حديثه عن المساواة في العالم، قال الملك عبد الله إن تكنولوجيا الاتصالات حققت المساواة بين الناس في إمكانية الوصول إلى المعرفة، ولكنها لم تحقق بالضرورة العدالة في الحصول على الفرص.
وتابع بأنه يلتقي
في كل مكان يسافر إليه أشخاصا يشعرون بأنهم مهمشون، مبينا أن الأهم هو وجود مبادئ التسامح والرحمة والتعاطف والاحترام المتبادل بين جميع الناس.
وعن المصاعب الاقتصادية التي يمر بها الأردنيون، قال الملك عبد الله: "كقائد، يؤلمني جدا أن أرى كم هي صعبة السنوات القليلة الماضية على شعبي. ولكنني أستمد الهداية والسكينة والقوة من القرآن الكريم، إذ يقول تبارك وتعالى: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ، وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب".
كما شدد الملك عبد الله على ضرورة المضي في الحرب ضد "الإرهاب"، متابعا: "بالنسبة لنا كمسلمين، فإن هذه المعركة هي معركتنا بالدرجة الأولى ضد الخوارج؛ إذ يتحدث الناس في هذه الأيام عن تحريف الأخبار، وهؤلاء الخوارج يحرفون تعاليم الإسلام، ويقومون بشكل انتقائي باختيار ما يخدم أفكارهم من نصوص للترويج لأيديولوجية زائفة ومنحرفة وضالة. أما الحقيقة والواقع، فإنهم وكل ما يفعلونه يمثل انتهاكا صارخا لتعاليم الإسلام الحنيف".
وبعد حديث عن التسامح، وضرورة احترام الأديان الأخرى، قال الملك عبد الله: "هذا هو الإسلام الذي تعلمته، وهكذا أعلمه لأولادي، وهكذا يتم تدريس ديننا للأطفال المسلمين في جميع أنحاء العالم. أما أولئك الخوارج، فهم ليسوا على هامش الإسلام، وإنما خارج فضائه كليا. ولقد دعوت العالم الإسلامي للرد بجرأة".
وختم قائلا: "فنحن مثل بقية المجتمعات الدينية الأخرى، لدينا أغلبية صامتة، وقد حان الوقت لهذه الأغلبية أن ترفع صوتها".
يشار إلى أن
الملك عبد الله الثاني التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل يومين، في أول زيارة رسمية إلى
الولايات المتحدة الأمريكية في عهد رئيسها الجديد.