نشرت صحيفة "أرغومينتي إفاكتي" الروسية، تقريرا تحدثت فيه عن
مرض الصدفية باعتباره أحد الأمراض الجلدية النادرة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الأشخاص المرضى بالصدفية؛ يعانون من نظرة الآخرين الحساسة والحذرة تجاههم، بالإضافة إلى معاناتهم من المرض نفسه، مشيرة إلى أن "
الصدفية تولّد لدى المرضى شعورا بكونهم منبوذين في المجتمع، ويعود ذلك غالبا إلى الأساطير التي تُحاك حول هذا المرض".
وأكدت أن مرض الصدفية يعد مرضا نادرا جدا، إذ يعاني منه ثلاثة بالمئة من الناس في جميع أنحاء العالم، "وفي عام 2016؛ تبين أن 100 مليون شخص حول العالم يعانون من هذا المرض، إلا أن الأرقام تُعد غير دقيقة؛ لأن الغالبية العظمى من المصابين به يفضلون عدم الذهاب للأطباء".
وسلطت الصحيفة الضوء على بعض المعتقدات المتعلقة بهذا المرض، والتي من شأنها التأثير على نفسية
المريض بصفة سلبية، "ومن هذه
الخرافات؛ اعتبار مرض الصدفية متأتيا من عدم اهتمام الفرد بنظافته الشخصية، علاوة على الاعتقاد بأنه مرض مُعدٍ"، مشددة على أهمية "دحض هذه الخرافات؛ نظرا لأن الصدفية هي إحدى أمراض المناعة الذاتية، التي لا تُنقل عبر العدوى أو بأي طريقة أخرى".
وأشارت إلى أن كثيرا من الناس يعتقدون أن مرض الصدفية لا يصيب إلا البالغين، "لكن العلم والإحصاءات والبحوث أثبتت أنه من الممكن إصابة الأطفال بهذا المرض، على الرغم من أن أغلب الحالات المصابة بالصدفية كانوا من البالغين عندما أصيبوا بالمرض لأول مرة، حيث تراوحت أعمارهم بين 30 و50 سنة".
وأضافت أن الفكرة السائدة تقول إن مرض الصدفية مرض وراثي ينتقل جينيا من الأم والأب إلى الأطفال، مبينة أن "هذه الفكرة خاطئة، ففي حالة إصابة كلا الوالدين بالمرض؛ يمكن أن ينتقل إلى الجنين بنسبة 75 بالمئة، أما في حال كان أحد الوالدين هو المصاب؛ فتكون النسبة أقل بكثير".
ومن الخرافات الشائعة حول هذا المرض؛ أنه يؤخر تجديد الخلايا الجلدية، حيث يُعد ذلك معاكسا للحقيقة في بعض الحالات، إذ إن الصدفية تنتج عن نشاط الخلايا الجلدية فوق المعدل الطبيعي، "فعلى سبيل المثال؛ تتجدد الخلايا الكيراتينية في أربعة أيام فقط في حالات الإصابة بالصدفية، بينما من المفروض أن تتجدد كل شهر".
وقالت الصحيفة إن مرض الصدفية لا يمكن السيطرة عليه والحد من خطورته، ما يؤكد أن لا فائدة من الوقاية منه، وأنه يجب التزام الحذر عند الإصابة به، لافتة إلى أن "الوقاية من تفاقم المرض، والالتزام ببعض الشروط الصحية والوقائية؛ يعد أمرا مهما جدا في حال عدم انتكاس أو تفاقم الحالة".
واستعرضت بعض مسببات المرض التي تساهم في تضاعف خطورة المرض، والتي من الضروري تجنبها، على غرار التدخين، وتناول الكحول، والسمنة، والتوتر الشديد، مبينة أن "الممارسات الصحية الخاطئة للمصاب بالصدفية؛ تقلل بشكل كبير من فعالية العلاج، ما يؤكد ضرورة اتباع مرضى الصدفية لنمط حياة صحي".
وقالت إنه بالإضافة إلى المرطبات والأدوية المخصصة للعلاج؛ فإنه يجب اتباع نظام غذائي يحتوي على كميات كافية من حمض الفوليك (الكبد، والفواكه، والخضروات الورقية، والفاصوليا المجففة، والبازيلاء، وعصير البرتقال) علاوة على الأطعمة التي تحتوي على فيتامين (ي/e) والأحماض الدهنية (أوميغا-3).
وأوردت الصحيفة خرافة أخرى حول هذا المرض؛ تتمثل في اعتقاد الناس بإمكانية الشفاء التام منه من خلال مساعدة أخصائي في الأمراض الجلدية، "إلا أنه وفقا لعديد الأطباء والخبراء؛ يعد الشفاء بشكل كلي أمرا مستحيلا، ما يحتم على المرضى الحصول على مساعدة طبية طوال حياتهم".
وأشارت إلى أن المصابين بالصدفية "يضطرون إلى مواجهة عديد المواقف السلبية بسبب المرض، فيعيشون مواقف عدوانية، تصل إلى التعامل معهم بفظاظة، ومنعهم من ارتياد حمامات السباحة وحمامات البخار العامة"، مضيفة أن "النظرات العدوانية التي تنم عن نبذ مريض الصدفية في الشواطئ، وحتى في وسائل النقل والسينما والمسرح؛ تجعل المريض في حاجة إلى اللجوء لطبيب نفسي؛ من أجل التعايش مع هذا المرض".
وقالت الصحيفة إن الخرافة الأخيرة حول هذا المرض؛ تتمثل في القول بأنه لا داعي للتوجه إلى
الطبيب نهائيا؛ نظرا لأنه لا يمكن الشفاء من هذا المرض، مؤكدة أن "من الخطأ عدم اللجوء للطبيب، فحتى إن لم يتمكن من علاج المرض وشفائه؛ فإنه قد يساعد المريض على تحسين نوعية حياته، وعلى إبقائه تحت السيطرة، ومنع مزيد انتشاره".