لميس الحديدي ستكون ضيفة برنامج "لايف من الدوبلكس" الذي تقدمه الأبلة فاهيتا - أرشيفية
لحقت الإعلامية الموالية لسلطات الانقلاب، لميس الحديدي، بالإعلامي إبراهيم عيسى، في اعتزال التعليق السياسي، وأعلنت أنها قررت أن تقدم برامج المنوعات "على طول"، وأن تنسى السياسة "شوية"، بحسب قولها، مشيرة إلى أن برامج المنوعات، أفضل كثيرا من البقاء بالمنزل، وممارسة أعمال التريكو (الحياكة).
ويعتبر مراقبون لميس الحديدي إحدى أهم الروافع الإعلامية الثقيلة التي اصطنعت زخم مظاهرات 30 يونيو 2013، التي استغلها العسكر للانقلاب على الرئيس الشرعي محمد مرسي، كما أنها كانت، وعيسى، أول من اختارهما السيسي، لإجراء أول حوار تلفزي معه، باعتباره المرشح الرئاسي، كي يتحدث عن رؤيته لقضايا مصر كرئيس "محتمل"، سرعان ما أصبح "حقيقيا" بألاعيب المخابرات، والخداع.
"بدل التريكو.. أشتغل في الحاجات دي"
في برنامجها "هنا العاصمة"، عبر فضائية cbc، مساء الثلاثاء، فاجأت الحديدي جمهورها، وهي تصطنع ابتسامة، قائلة: "قررت غالبا أن أعمل بهذه البرامج (برامج المنوعات) على طول، وأنسى السياسة شوية"، مضيفة: "بدل التريكو.. ممكن أشتغل في الحاجات دي".
وتشير الحديدي بذلك إلى إعلانها أنها ستكون ضيفة برنامج "لايف من الدوبلكس"، الذي تقدمه الأبلة فاهيتا (شخصية كرتونية)، مساء يوم الجمعة المقبل، على القناة نفسها.
وقالت: "أتمنى متابعتي الجمعة القادمة، سأكون في الدوبلكس مع أبلة فاهيتا في صراع دامي، مين فينا الأنجح والأشطر: أنا ولا أبلة فاهيتا؟".
وأردفت: "هناك مفاجآت رهيبة، اكتشفت نفسي، وقررت أشتغل في هذه البرامج، وأنسى السياسة، بدل التريكو اشتغل في هذه البرامج".
وقالت: "ده أنا طلعت اكتشاف، واستمتعت جدا خلال تصوير الحلقة".
"أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض"
وكانت الحديدي، أعلنت أنها ستتفرغ للتريكو والحياكة ومتابعة أعمال المنزل، وترك الساحة الإعلامية، حال التضيق عليها، وذلك خلال انتقادها وقف برنامج الإعلامي المقرب من السلطات إبراهيم عيسى، عبر فضائية "القاهرة والناس"، بعد خلافه مع نظام السيسي، وتغريده خارج السياق المرسوم له.
واستخدمت الحديدي لغة حادة في استنكارها وقف برنامج عيسى، إذ قالت: "ما حدث مع إبراهيم عيسى مزعج جدا، وزملائي اتكلموا إمبارح، ولكن أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض، ولو كلنا ما اتكلمناش عن إبراهيم فكلنا رؤوسنا سيطاح بيها أو هنسكت خالص".
وتابعت: "أنا مجهزة البيان (الاعتزال) بتاعي، وهو إني هتفرغ للحياكة، وشغل المنزل، أنا هقعد أخيط تريكو، وأبلغت كل رؤسائي بأن بياني جاهز إذا انزعج أحد من حديثي".
وتابعت: "إبراهيم عيسى أحد أقطاب 30 يونية، وكان مقربا من هذا النظام، ومن الممكن أن يكون اختلف معه، ولكن لا يمكن أن يواجَه الاختلاف بهذه الطريقة".
واستطردت: "إحنا فريق 30 يونيه.. إحنا الفريق الذي دعم هذا النظام، ما تخلوناش نكره الشغلانة، إحنا اللي وقفنا وهنقف لسه، ولكن إحساسنا بالتضييق بقى كتير أوي، ومش عارفة بكرا هاطلع ولا لأ".(تقصد ظهورها على الشاشة).
وخاطبت النظام قائلة: "أرجوكم اسمعونا، لا تجعلونا بلد الصوت الواحد، وياريت محدش يخلينا نكره الشغل.. أرجوكم اسمعوا الأصوات المتعددة، ولا تجعلوها بلد الصوت الواحد".
كيف نفد رصيد عيسى لدى العسكر؟
وكان برنامج "مع إبراهيم عيسى"، قد تعرض للإيقاف بعد دخوله في صدام مع "مجلس نواب ما بعد الانقلاب" (البرلمان) مرتين متتاليتين، الأولى حينما أعلن أن مجلس النواب يريد اتخاذ حادث تفجير الكنيسة البطرسية ذريعة لتعديل الدستور، وتغيير مدة الفترة الرئاسية، حتى يستمر السيسي في منصبه لفترة أطول، بداعي محاربة الإرهاب، وعدم تحمل الدولة لتكلفة التغيير في الوقت الحالي.
والمرة الثانية حين قال في حلقة أخرى إن هناك نصا بقانون تنظيم بناء الكنائس الجديد، يحظر على الأقباط رفع الصلبان على الكنائس، وهو ما تسبب في ثورة غضب داخل المجلس، الذي علق رئيسه ونوابه على الحلقتين، بالتلميح في المرة الأولى، والإشارة إليه بأنه "إعلامي يردد أكاذيب"، في المرة الثانية، بشكل واضح.
وفي التعليق على المشهد، رأي الكاتب الصحفي أحمد عبد الجواد أن النظام يأكل أذرعه، متسائلا: "من يهدد الإعلاميين الذين أيدوا انقلاب الثالث من يوليو، والإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وأسهموا وأيدوا وصول عبدالفتاح السيسي، لسدة الحكم؟".
وأضاف عبدالجواد أن كلمات الحسيني ولميس وأديب وغيره، تؤكد أنه هناك ضغوطا وتهديدات تعرضوا لها مؤخرا، ربما تكون قد صدرت من أجهزة سيادية، للحد الذي أوصلهم إلى البكاء، والنحيب.
وتابع: "مراقبون رأوا فيما يجري في الفضائيات المصرية استمرارا لصراع بعض أجهزة الدولة السيادية في الهيمنة والسيطرة على شاشات الفضائيات، وباختصار فإن المعركة بين ألسنة المخابرات العامة، والمخابرات الحربية".
وأشار إلى أن خالد صلاح وعبدالرحيم علي، وياسر رزق، وغيرهم من الإعلاميين المحسوبين على جهاز المخابرات الحربية، ربما يكونون الأوفر حظا والأكثر ظهورا في الفترة المقبلة، بينما سيخفت بعض الأصوات الإعلامية المحسوبة على جهاز المخابرات العامة، التي من بينها عيسى والحسيني وأديب.
وفي مقاله بعنوان?: "لميس الحديدي للخياطة والحياكة والذي منه"، قال الكاتب الصحفي سليم عزوز، ساخرا، إن الخياطة وأعمال التريكو، هي مهنة لميس الحديدي، إذا تقرر الاستغناء عن خدماتها، بالإضافة إلى الأعمال المنزلية الأخرى، التي ستتفرغ لها باعتبارها "واحدة ست".. فيا له من اكتشاف.
وعن إبراهيم عيسى قال عزوز إنه أكد انتماءه للثورة المضادة عندما قال إن "ثورة 30 يونيو" هي أعظم الثورات وأعظم من يناير، وهاجم من وصفوا السلطة القائمة بأنها حكم العسكر، بحسب قوله.