أقدمت السلطات
الأمنية بمدينة الحسيمة (شمال
المغرب) على فض اعتصام لمحتجين على مقتل "
بائع السمك" بالقوة في الساعات الأولى من صباح الخميس.
وبحسب شهود عيان، فإن قوات الأمن تدخلت بعنف في الساعات الأولى من صباح الخميس لفض اعتصام المحتجين بساحة محمد السادس وسط المدينة، مخلفة إصابات في صفوفهم بعد تعرضهم لضرب عنيف من قبل السلطات الأمنية، وأكدوا اعتقال العديد من النشطاء بعد مطاردات في شوارع المدينة.
وكان اللافت وجود العديد من سيارات القوات المساعدة والتدخل السريع، وكذا سيارة ضخ المياه التابعة للأمن، تطوق ساحة المعتصم.
وأظهرت مقاطع فيديو بثتها حسابات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لحظة فض الاعتصام، رجال الأمن وهم يطاردون بعض النشطاء في شوارع الحسيمة.
الاعتصام الذي انطلق في الساعة الواحدة من زوال أمس الأربعاء، دعا إليه نشطاء ما بات يُعرف بقضية "سماك الحسيمة"، من أجل مواصلة احتجاجاتهم المطالبة بـ"القصاص لمحسن فكري وتحقيق العدالة الاجتماعية بالمنطقة".
وقال أحد من كانوا بالمعتصم إن الأمن تحجج بوجود معرض لجمعيات المجتمع المدني بساحة محمد السادس لفض المعتصم، معتبرا هذا المعرض "موجه ضد
الاحتجاجات المشروعة للسكان، والجميع يعرف أن المعارض تنظم في العادة بالحسيمة ابتداء من شهر أبريل (نيسان) وليس الآن".
ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بحرية الاحتجاج والاعتصام، من قبيل: "سلمية سلمية.. لا حجرة لا جنوية"، معبرين عن استمرارهم في التظاهر والاعتصام رغم التدخل الأمني.
ودشن نشطاء شبكات التواصل هاشتاغ "الحسيمة" لمتابعة آخر تطورات الاحتجاج، حيث كشفت إحدى الناشطات، في تدوينة لها، عن وجود حظر للتجوال في المدينة ومطاردات واعتقالات واسعة في صفوف المتظاهرين كما تم تقزيم حجم صبيب الانترنت لمنع التواصل.. وختمت تدوينتها بالقول: "لالا والله ما في سوريا في الموغرييييب".
فيما تساءل آخر قائلا: "لماذا لم يتم الحسم بعد في الكشف ومحاسبة المتورطين بمقتل #محسن_فكري للآن.. أيريد المسؤولون انتفاضة لا تنطفئ بـ #الحسيمة؟؟".
خبر فض اعتصام الحسيمة وصل إلى مدينة إيمزورن القريبة منها حيث نظم نشطاء وقفة احتجاجية وسط المدينة للتنديد بما حدث بالحسيمة.
وكشف أحد النشطاء في تدوينة له على حسابه بـ"فيسبوك"، منع السلطات الأمنية للصحافيين من نقل خبر الاحتجاجات.
وقالت البرلمانية السابقة لحزب العدالة والتنمية عن مدينة الحسيمة، سعاد شيخي، في تدوينة لها: ""طريقة تعاطي بعض عناصر السلطة المحلية والأجهزة الأمنية مع الحراك الشعبي بالحسيمة يحتمل أمرين: إما غباوة وقصور في فهم واستيعاب ما يحدث، أو رغبة في صب الزيت على النار والدفع نحو مزيد من التأجيج والتصعيد".
وأضافت: "وكأن منطقة الريف حلبة لتصفية الحسابات."
يذكر أن بائع السمك
محسن فكري وافته المنية داخل شاحنة لنقل النفايات بالحسيمة مساء الجمعة 28 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بعد أن قفز داخل المكان المخصص لوضع النفايات إثر حجز السلطات المحلية لكمية من أسماكه وإلقائها داخل الشاحنة قصد إتلافها.
وخلف مقتل فكري ضجة سياسية وإعلامية كبيرة داخل المغرب وخارجه، حيث تفاعل معها شرائح مختلفة من المجتمع المغربي من حقوقيين وسياسيين وفنانين ورياضيين وعامة الشعب، وخرج الآلاف من المغاربة في عدد من مدن المملكة للاحتجاج على مقتل محسن فكري مطالبين بإنصاف ما اعتبروه "شهيد الحكرة" ومحاسبة "الفاسدين" والمتورطين في مقتله.
وكان العاهل المغربي، الملك محمد السادس، طالب بفتح تحقيق شفاف وتحديد المسؤوليات، كما انتقل وزير الداخلية، محمد حصاد، إلى منزل عائلة فكري، وهو ما دفع وكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، إلى إحالة 11 شخصا على قاضي التحقيق، إلا أن نتائج التحقيقات لا تزال جارية حيث لم تكشف تفاصيلها إلى اليوم.