نشرت صحيفة "جيوبوليس" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن المقاتلين الأجانب في صفوف
تنظيم الدولة الذين يحملون جنسيات تونسية وبريطانية وفرنسية وروسية. وفي المقابل، يدرك مراقبون أن العديد من العائلات من دولة "ترينيداد وتوباغو" الكاريبية الصغيرة التحقت بصفوف تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
وكان موقع "ميدل إيست آي" ذكر سابقا أن ترينيداد وتوباغو تعدّ من أكثر الدول التي تمد تنظيم الدولة بالمقاتلين، مقارنة بعدد سكانها الذي لا يتجاوز 1.3 مليون نسمة، ويمثل المسلمون بين 5 و8 في المئة من مجموعهم.
وذكرت الصحيفة أن السلطات التركية أوقفت خلال شهر آب/ أغسطس من سنة 2016، تسعة مقاتلين من ترينيداد وتوباغو كانوا في طريقهم للالتحاق بمقاتلي تنظيم الدولة في سوريا.
وأكدت الصحيفة أن ترينيداد وتوباغو عاشت خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 1990 على وقع محاولة انقلاب دبرتها جماعة من المسلمين كان يقودها إمام جامع "المسلمين" في العاصمة "بورت أوف سبين".
وفي السياق ذاته، علق موقع "لوفايتي" الحكومي قائلا: "لقد تزايد انتشار التطرف مؤخرا، ما جعل البلاد أرضا خصبة لتزويد تنظيم الدولة بالمقاتلين". وأضاف أن الأمم المتحدة حذرت من استغلال ترينيداد وتوباغو كمركز لانتداب مقاتلي تنظيم الدولة.
وتجدر الإشارة إلى أن الجذور الإسلامية في ترينيداد لا تعود لعرق الهندو ترينيدادي، وإنما ترتبط بسلالة العبيد الأفارقة الذين عاشوا في ترينيداد، والذين يمثلون 2.5 في المئة من مجموع السكان ذوي الأصول الأفريقية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترينيداد تأثرت كثيرا بانخفاض أسعار النفط، الذي يمثل 40 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، و80 في المئة من صادراتها، إضافة إلى سوء إدارة الميزانية من قبل مؤسسات فاسدة داخل الدولة، ما ساهم في ارتفاع نسب البطالة في صفوف الشباب، الذين رأى بعضهم في التطرف حلا مناسبا لمشاكل الحياة.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "ترينيدا" المحلية تقريرا بتاريخ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر من سنة 2015، تحدثت فيه عن اعتراف السلطات في ترينيداد بوجود 89 من مواطنيها في سوريا، من بينهم 35 فقدوا حياتهم خلال معارك بين تنظيم الدولة ومسلحين آخرين؛ ولذلك يعمل وزير الأمن العام على سن قانون يفضي إلى فرض رقابة على العائدين منهم إلى البلاد.
وبيّنت الصحيفة أن الحكومة لم تخف قلقها من عودة هؤلاء المقاتلين مرة أخرى، معتبرة ذلك بمثابة تحد أمني كبير، خاصة أن ترينيداد تتميز بحدود مفتوحة وقدرات عسكرية متواضعة.
وأضافت الصحيفة أن دولة ترينيداد وتوباغو تبعد 11 كلم فقط عن فنزويلا، كما يربطها بها العديد من الطرق التي يستعملها مهربو المخدرات، التي من المرجح أن "الإرهابيين" يتسللون عبرها أيضا.
وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة تنبهت لهذا الخطر؛ ولذلك قررت تقديم مساعدات مالية؛ للحفاظ على الأمن في دول الكاريبي في بداية سنة 2017. وقد انطلقت هذه المساعدات رسميا في مطلع سنة 2009؛ لتشجيع دول الكاريبي على محاربة تجارة المخدرات. وستحظى ترينيداد بنصيب الأسد من جملة 48.4 مليون دولار تعهدت بها الولايات المتحدة لدول الكاريبي؛ بهدف مجابهة التحديات الأمنية.
وذكر موقع "لابرميار" الفرنسي أن "مقاتلين من دول كاريبية أخرى يمكن أن يكونوا التحقوا بمقاتلي ترينيداد نحو سوريا، ومن بينهم مقاتلون من فنزويلا وهايتي والجاماييك وجزر الأنتيل الفرنسية".
وأضاف الموقع أن "الحكومة الفرنسية تحدثت في سنة 2015 عن إمكانية أن تصبح المنطقة الكاريبية أرضا خصبة لتجنيد وتدريب مقاتلين لصالح تنظيم الدولة".