ذكرت مصادر جزائرية أن الاستخبارات
الجزائرية والنيجرية، توصلت لهوية مختطفي مواطن أمريكي، يعمل في قطاع المساعدات الإنسانية، في 15 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في شمال شرق عاصمة
النيجر، ويتعلق الأمر بجماعة مسلحة انشقت عن تنظيم القاعدة؛ تنشط بصحراء النيجر قرب الحدود مع الجزائر.
وكان المواطن الأمريكي، جيفري وودكي، قد اختطف على يد مجهولين، في نيامي (عاصمة النيجر)، بعدما داهموا مقر بعثة إنسانية في المنطقة. ولم تعلن أي من التنظيمات المسلحة تبنيها لعملية الاختطاف بالرغم من مرور 40 يوما على العملية التي قتل خلالها شخصان من النيجر.
لكن مصدرا عسكريا رفيع المستوى في الجزائر؛ أكد الاثنين، لـ"
عربي21"، أن المعلومات التي تم استقاؤها، بالتنسيق بين المخابرات في الجزائر والنيجر؛ أفضت إلى أن مجموعة مسلحة، انشقت عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، كانت وراء الاختطاف.
وقال المصدر: "تبين من خلال الاتصالات غير المباشرة مع الخاطفين، أنهم يطالبون بفدية قيمتها 10 ملايين يورو، والإفراج عن ثلاثة متشددين، اثنان منهم يتبعون تنظيم جماعة التوحيد والجهاد بغرب أفريقيا وهما معتقلان بالنيجر، والثالث أحد شيوخ القبائل العربية، وهو معتقل بمالي".
وتابع المسؤول العسكري الجزائري لـ"
عربي21": "المجموعة الخاطفة يقودها أحد أخطر العناصر الإرهابية بتنظيم القاعدة، قبل أن ينفصل عنها ويتعلق الأمر بشخص يدعى شريف ولد الطاهر، وهو مالي من أصول عربية".
ولم تعد المجموعة المسلحة التي اختطفت المواطن الأمريكي؛ تتبع لأي تنظيم، بعد انفصالها عن "القاعدة"، لكن يشتبه في أنها صارت تتعاون مع جماعة المرابطين، التي يقودها أبو الوليد الصحراوي، الذي أعلن مبايعته تنظيم الدولة في أيلول/ سبتمبر الماضي.
من جهته، قال جعفر بن ساعد، الخبير الجزائري بشؤون التنظيمات المسلحة، لـ"
عربي21": "لا أظن أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقبل بشروط المجموعة التي خطفت جيفري وودكي، لكون عقيدة الأمريكان تمنع التفاوض مع الإرهابيين أو تسليمهم
فدية، مقابل الإفراج عنه".
وأضاف: "الأمريكيون، ربما، يراهنون على عمل تقوم به أجهزة الاستخبارات الجزائرية من أجل تحرير
الرهينة من قبضة خاطفيه، ذلك أنه حتى الجزائر؛ لا تقبل بدفع الفدية بمثل هذه الملفات الحساسة، وقادت مبادرات دولية عديدة لدفع المجتمع الدولي إلى تجريم الفدية مقابل الإفراج عن الرهائن".
وتتكتم الولايات المتحدة بشأن تطورات الاتصالات مع الخاطفين، وحتى بالنسبة لخبر اختطافه يوم 15 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث صرح الناطق الرسمي للخارجية الأمريكية حينها؛ أن بلاده "أبلغت من قبل صحفيين باختطاف جيفري وودكي"، ولم يدل بتعليق حول عملية الاختطاف.
وعلمت "
عربي21" من مصادر أمنية جزائرية متطابقة، الاثنين، أن واشنطن طلبت مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، عبر القنوات الدبلوماسية، مساعدة الجزائر لاقتفاء أثر جيفري وودكي، وأن الاستخبارات الجزائرية تعمل، بالتنسيق مع نظيرتها في النيجر، على تعقب الجماعة الخاطفة.
وتتفادى الولايات المتحدة الأمريكية، القيام بعملية عسكرية لتحرير جيفري وودكي، ليقينها أن مثل هذا التدخل سيدفع الخاطفين إلى قتله مباشرة، خاصة أن التنظيمات المسلحة النشطة بالصحراء، والتي حولت استراتيجيتها من استهداف مواقع عسكرية، سواء بمالي أم النيجر أم الجزائر، إلى تبني أسلوب الاختطافات لمساومة الأنظمة، تعي أن واشنطن لا يمكن أن ترضخ لشرط الفدية.
ويعزز الخبير بن ساعد هذه الرؤية، حيث يقول لـ"
عربي21"، إنه "سبق لمختار بلمختار، قائد كتيبة (الملثمون)، أن أعدم مهندسا بريطانيا يدعى كريستوف ماكمانوس، في أيار/ مايو العام 2011 برفقة زميله الإيطالي فرانكو لامولينارا، أثناء محاولة القوات الخاصة النيجيرية والمخابرات البريطانية تحريرهما بالقوة".
وبالتوازي مع ذلك، فقد علمت "
عربي21"، من ذات المصادر، أن "طائرتين أمريكيتين شنتا الأسبوع الماضي غارات جوية على مكان بمنطقة القرضة، جنوب غرب ليبيا، يعتقد أنه كان يحتضن اجتماعا لمختار بلمختار قائد كتيبة (الملثمون) مع قيادات الصف الأول لتنظيمه".
وأفادت المصادر بأن "الغارة فشلت باستهداف بلمختار الذي يعتبر أخطر القيادات الإرهابية بمنطقة الصحراء ، وهو عضو بمجلس مجاهدي درنة الليبية، وكان برفقته قياديين بتنظيم القاعدة أبرزهم أبو طلحة الليبي، ويحيى أبو همام أمير كتائب الصحراء في تنظيم القاعدة".