من حيث لم يقصد، وجه الرئيس التركي طيب رجب
أردوغان، ضربة قوية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، عندما أحرجه أمام الرأي العام الإسرائيلي ودلل على تضليله إياه.
وخلال مقابلة أجرتها معه الليلة الماضية قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية؛ نفى أردوغان معرفته باسمي الجنديين الإسرائيليين اللذين وقعا في أسر حركة
حماس خلال حرب 2014، مع أن نتنياهو وأركان حكومته ظلوا يؤكدون في كل مناسبة أنه تم وضع قضية الأسرى على طاولة البحث مع الأتراك طوال فترة المفاوضات التي أفضت إلى اتفاق التطبيع.
وقد عكف نتنياهو ومساعدوه على الزعم طوال الوقت بأنهم طلبوا من الأتراك التوسط بين إسرائيل وحركة حماس، من أجل التوصل إلى صفقة تنهي قضية الجنديين واثنين من الإسرائيليين وقعا في أسر "حماس" بعد الحرب.
ووصل الأمر إلى حد أن بعض مساعدي نتنياهو زعموا أن إسرائيل طالبت تركيا بأن تستغل وجود بعض قيادات "حماس" على الأراضي التركية، من أجل إجبار الحركة على إعادة المفقودين والأسرى.
وأدت أقوال أردوغان إلى إغضاب عوائل الأسرى الإسرائيليين، وأصدرت عائلة الضابط هدار غولدن، الذي تم أسره بالقرب من رفح، بيانا هاجمت فيه الحكومة واتهمت نتنياهو بـ"التضليل وأنه لم يقدم على خطوة جدية من أجل إطلاق سراح ابنها".
ودعا البيان المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، إلى الانعقاد واتخاذ قرارات عاجلة من أجل إجبار حركة حماس على إطلاق سراح الأسرى من خلال تشديد ظروف اعتقال أسرى "حماس" في السجون الإسرائيلية.
وفي سياق متصل، كشف أردوغان في المقابلة أن إسرائيل وافقت عام 2008، على الانسحاب من الجولان مقابل اتفاق تسوية مع سوريا.
ونوه إلى أنه شخصيا نقل العرض الإسرائيلي إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، في ذلك الوقت.
ودافع أردوغان عن لقاءاته مع قادة "حماس"، رافضا الاتهامات للحركة بأنها "إرهابية وتستهدف المدنيين"، مشيرا إلى أن إسرائيل هي التي توظف قوتها العسكرية في ضرب المدنيين.
وأضاف: "حماس حركة سياسية انطلقت في ظل عملية إحياء ونهضة وطنية لمواجهة الاحتلال"، متسائلا: "السلطة وعباس يفاوضونكم ماذا قدمتم لهم؟".