جاء إعلان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" اليوم الجمعة أن عددا من الضباط الأتراك طلبوا اللجوء في دول أعضاء للحلف يخدمون فيها ليس مفاجئا، حسب مراقبين بسبب الإجراءات الأمنية التي تقوم بها
تركيا لملاحقة المشاركين في المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 تموز/ يوليو الماضي.
وقالت مصادر خاصة لـ "
عربي21" إن عدد المعتقلين والموقوفين في تركيا وصل إلى 100 ألف شخص، من بينهم عساكر وضباط وجنرالات.
وأوضحت هذه المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، أن الاعترافات التي قام بها مدعون عامون، وقضاة وضباط معتقلون قادت لحملات الاعتقالات الأخيرة، حيث قاموا بتسليم قوائم متنوعة من الأسماء التي تنتمي بشكل سري لتنظيم غولن المتهم بالمحاولة الانقلابية الفاشلة.
وقال المختص بالشأن التركي معين نعيم، في حديث مع "
عربي21"، إن حلف الناتو وقع بالحرج الشديد بسبب إقدام بعض الضباط الذين أرسلتهم تركيا للحلف للنيابة عنها عسكريا.
وأضاف نعيم: "أعتقد أن العلاقة مع الناتو لن تتأثر بهذا الشأن بسبب مسؤولية الدولة التي يتواجد فيها الضباط والتي قدموا اللجوء إليها وهي من تقوم بالبت في ملفاتهم ".
وشدد نعيم على أن قيام الدول الأوروبية بمنح العسكريين الضباط حق اللجوء يعني فتح صفحة خطيرة مع تركيا، حيث قال إن "انشقاق ضابط وطلبه اللجوء يعني الهروب مع أسرار عسكرية لهذه الدولة، مما يضع أمنها القومي في خطر، وأعتقد أن ردة الفعل التركية ستكون عنيفة".
وقال ينس ستولتنبرغ، أمين عام حلف الناتو في تصريحاته الصحفية، الجمعة، إنه سيتوجه لزيارة تركيا، الأحد القادم، لطمأنة
أنقرة بدعم الحلف لها عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة.
من جهة أخرى قالت منظمة ألمانية معنية بشؤون الهجرة إن أعداد الأتراك الذين قدموا لجوءا في ألمانيا هذا العام ارتفع أربعة أضعاف مقارنة مع العام الماضي.
"استغلوا الفرصة"
من جهته قال الصحفي التركي رامي آي ديمر، إن عددا من طالبي اللجوء في ألمانيا استغلوا الفرصة الأمنية المتاحة والملاحقة التي تشنها السلطات التركية ضد عناصر جماعة الكيان الموازي لتقديم طلبات اللجوء.
وأضاف آي ديمر، أن "عددا من هؤلاء لا دخل لهم طبعا بالمنظمة، ولكنها حالة عامة يمكن من خلالها الحصول على الجنسية الألمانية"، بينما اتفق نعيم مع ما قاله الصحفي التركي.
وأوضح الصحفي التركي أن العلاقات التركية الأوروبية متوترة أصلا بشكل كبير، وإن عملية لجوء بعض عناصر جماعة الكيان الموازي لن يزيد من توتير العلاقات المتوترة أصلا.
وأشار آي ديمر لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيث قال إنه سيلجأ للشعب التركي للاستفتاء على الدخول إلى
الاتحاد الأوروبي.
وكانت دول أوروبية عديدة طالبت بوقف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد فورا، وكان على رأس هذه الدول النمسا، لكن طلبها قوبل بالرفض من قبل فرنسا وألمانيا معتبرين تركيا شريكا استراتيجيا في مواجهة مشكلة اللجوء.
وقال آي ديمر إن كثيرا من الدول الأوروبية ترفض انضمام تركيا للاتحاد، ورأت في الاعتقالات التي أعقبت المحاولة الفاشلة للانقلاب فرصة لتجديد الرفض بشكل صارخ.
وتستضيف ألمانيا أكبر جالية تركية في العالم بتعداد يصل إلى 4 ملايين، وأشارت التقارير لتقديم ما يقارب 4500 تركي طلبات لجوء إلى ألمانيا خلال العشرة شهور الأولى من هذا العام.