نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية مقالا؛ تحدث عن إبراهيم رئيسي، المرشح الأوفر حظا لخلافة
المرشد الأعلى الإيراني علي
خامنئي.
وقال الكاتب علي فالحي، في مقاله الذي ترجمته "
عربي21"، إن إبراهيم رئيسي هو رجل دين حظي بالترقية المتواصلة داخل النظام الإيراني المعقد، على مدى العقود الثلاثة الماضية.
وأشار إلى أنه في سن الـ56، وبفضل تعيينه من قبل المرشد الأعلى؛ خادما للعتبة الرضوية، مرقد الإمام الثامن علي بن موسى الرضا في مدينة مشهد، أصبح رئيسي واحدا من المرشحين الأكثر قربا لخلافة الخامنئي في أعلى سلطة روحية وسياسية إيرانية.
وبيّن الكاتب أنه لفهم أهمية المنصب الذي يحتله رئيسي، يجب التذكير بأن خامنئي اعتاد قضاء عطلة العام الإيراني الجديد منذ سنوات في مدينة مشهد، وإلقاء خطاب التهنئة في مقر ضريح الإمام الرضا. كما أن هذا الضريح هو الأكبر في إيران، وإضافة إلى ذلك فهو يستقبل سنويا 28 مليون حاج.
وأضاف الكاتب أن هنالك تقديرات تشير إلى أن هذه المؤسسة التي يديرها رئيسي، تدرّ على إيران مليارات الدولارات سنويا، الأمر الذي ساعد رئيسي بلا شك على تعزيز صورته.
واعتبر الكاتب أنه من المثير للانتباه أن خامنئي أسند هذه المسؤولية لشخص يعتبر نسبيا أصغر سنا من باقي المرشحين لخلافته، ولديه وزنه السياسي في النظام الإيراني.
وبيّن الكاتب أنه ليس من النادر تولي رجال الدين الإيرانيين مهام سياسية عليا، لكن قليلين هم الذين يستمع الحرس الثوري، الباسدران، إلى نصائحهم. ويعد رئيسي واحدا منهم.
وجدير بالذكر أنه بعد شهرين فقط من تعيينه، توجهت القيادة العليا للحرس الثوري من أجل الاستماع إلى وجهة نظره حول الوضع في سوريا والعراق ولبنان. وفي ذلك الاجتماع قدم رئيس الباسدران، محمد علي جعفري، تقريرا حول أنشطة هذا الجيش. كما فسّر قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، لرجل الدين؛ الموقع الاستراتيجي لإيران في تلك الصراعات.
وبيّن الكاتب أن مثل هذه اللقاءات جعلت من رئيسي يبرز على قائمة المرشحين المحتملين للقيادة العليا. كما أنه منذ تدهور حالة خامنئي الصحية في أيلول/ سبتمبر 2014، تم كسر المحظورات المتعلقة بالحديث عن خليفة خامنئي في أعلى منصب في البلاد.
وأضاف الكاتب أن من العلامات الأخرى التي تدل على بروز رئيسي كشخصية هامة في إيران لها حظوظ وفيرة في خلافة المرشد الأعلى؛ أنه منذ أيلول/ سبتمبر الماضي بدأ بتقديم دروس فقه الخارج في مقر العتبة الرضوية. وعموما، فإن هذه الدروس ذات مستوى عال، لا يتمتع بحق تدريسها إلا آيات الله أو رجال الدين رفيعو المستوى. وكما أن هذا المؤشر هو اعتراف ضمني بأن رئيسي أصبح ندا لمعلميه ولرجال دين رفيعي المستوى في إيران، وهو ما يخول له أن يصبح المرشد الأعلى الإيراني المقبل.
وحول مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية في حال حيازة إبراهيم رئيسي على منصب المرشد الأعلى الإيراني، قال الكاتب إن هذه الشخصية الثورية والمحافظة لا تبشر بتغييرات للخط السياسي لخامنئي، الذي تميزت سياسته بالعداء تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، وتجاه الغرب بصفة عامة، وفق الكاتب
ومن ناحية أخرى، فإن دعم خامنئي لإبراهيم رئيسي هو وسيلة لضمان حماية إرثه الذي تركه بعد مسيرة طويلة على رأس السلطة الإيرانية، في هذا الوقت الذي تشجع فيه الظروف، من احتجاجات شعبية وركود اقتصادي، إلى إصلاح النظام الذي أسسه الخميني في عام 1979، فيما يتعلق بالحكم المطلق ومعاداة الإمبريالية.
وأورد الكاتب أنه منذ عام 1981، تم تعيين رئيسي في منصب المدعي العام في كرج، وهي مدينة غرب طهران، في سن العشرين سنة. وقد أمضى رئيسي حياته في القضاء وشغل منصب المدعي العام في العاصمة، ونائب رئيس السلطة القضائية، ورئيس المحكمة الخاصة برجال الدين... وطوال هذه السنوات، كسب رجل الدين ثقة المرشد الأعلى، خاصة بفضل تدخله الحاسم في القضايا الدولية.
لكن الكاتب لفت إلى أنه على الرغم من هذه الظروف المواتية، إلا أن طريق رئيسي للوصول إلى أعلى سلطة في إيران لا زال صعبا، في ظل تواجد منافسين على هذا المنصب مثل صادق لاريجاني، أو سلفه رئيس السلطة القضائية هاشمي شاهرودي.