شكلت الفصائل العسكرية في مدينة
حلب المحاصرة "مجلس قيادة حلب" الموحد، الذي يضم جميع الفصائل المقاتلة في المدينة بهدف التصدي للحملة التي يهدد النظام بشنها على المدينة.
واتفقت الفصائل على تكليف المجلس بضبط كافة الأمور العسكرية والمدنية بشكل موحد عبر مجلس المدينة، والتنسيق مع المجالس الأخرى في حلب لإدارة الظرف الراهن في ظل تهديدات النظام.
وتأتي خطوة توحيد قيادة المعارضة بحلب بعد المهلة التي منحها النظام للفصائل، ومدتها 24 ساعة، للخروج من المدينة والبدء بما أسماه "عملية عسكرية استراتيجية ستستخدم فيها أسلحة عالية الدقة" للسيطرة على الأحياء الشرقية من حلب الخارجة عن سيطرة النظام.
ووصلت أول أمس الأحد، حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" إلى السواحل السورية، في ظل تقارير تحدثت عن استخدامها كنقطة انطلاق لشن هجمات عنيفة ضد الأحياء الشرقية لحلب.
وقال خبراء عسكريون لـ"
عربي21"، إن الحملة التي يخطط لها النظام وروسيا "هي تدمير الأحياء الشرقية من المدينة وتهجير سكانها الذين يشكلون الغالبية".
وأشاروا إلى أن مناطق حلب الشرقية يتواجد فيها قرابة الربع مليون مدني، وأن أعداد المسلحين فيها بالمئات، ولا يمتلكون أسلحة ثقيلة تمكنهم من التصدي للمقاتلات الروسية والأسلحة الثقيلة التي بحوزة النظام.
قصف المستشفيات
في غضون ذلك، قصفت مقاتلات لم يعرف ماذا كانت تتبع للنظام أم لروسيا ثلاث مستشفيات في مناطق سيطرة المعارضة في حلب، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إن "طائرات حربية استهدفت بعد منتصف الليل مشفى بغداد في قرية العويجل في ريف حلب الغربي، ما أسفر عن تدميره وخروجه من الخدمة".
وأدت هذه الغارات إلى سقوط جرحى من الكادر الطبي والمرضى ومصابين كانوا قد نقلوا الاثنين إلى المشفى، بعد غارات استهدفت مشفى في بلدة كفرناها في ريف حلب الغربي، وأسفرت عن مقتل شخص على الاقل، بحسب المرصد.
وكان المرصد ذكر أن طائرات حربية كثفت غاراتها على ريف حلب الغربي، مستهدفة مستشفيين رئيسيين في كفرناها والأتارب.
وبحسب المرصد، فقد استهدف مستشفى الأتارب الاثنين، بخمس غارات متلاحقة أدت إلى تدمير غرف العمليات والصيدلية وغرف المراجعين، إضافة لتضرر سيارات الإسعاف، مخلفة إصابات في صفوف الكادر الطبي المتواجد في المشفى، بالإضافة إلى إصابة سيدة ودمار منزلها القريب من المشفى.
وتعرض المستشفيان وفق المرصد لغارات عدة في وقت سابق.
وتعرضت المستشفيات القليلة التي لا تزال في الخدمة في القسم الشرقي من مدينة حلب، لغارات كثيفة بعد بدء قوات النظام هجوما مدعوما بغطاء جوي روسي في 22 أيلول/ سبتمبر، للسيطرة على الأحياء الشرقية.
وأدت هذه الغارات إلى خروج مستشفيات رئيسية عن الخدمة، ما استدعى تنديدا دوليا ودعوات للتحقيق عن ارتكاب "جرائم حرب".