نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن تداعيات فوز دونالد
ترامب في
الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والذي سيعد بمثابة "كارثة جديدة" تحل بالعالم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه في الوقت الذي سبب فيه انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي زلزالا كبيرا في أوروبا، فإن انتخاب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة سيتسبب في وقوع زلزال يهز العالم بأسره.
وذكرت الصحيفة أن المرشح الجمهوري وعد خلال حملته الانتخابية بإعادة مجد وعظمة الولايات المتحدة. كما تعهد بإعطاء الأولوية لإعادة رفاهية ورخاء الأمريكيين، فهو يرى أن البلاد تعيش في حالة خراب تام. ولهذه الأسباب كان ترامب يصر على ضرورة عودة الولايات المتحدة إلى سياسة الانعزال والتقوقع، والتركيز على إعادة بناء البلاد من الداخل.
وأضافت الصحيفة أنه لا أحد يعلم بتفاصيل وحيثيات برنامج السياسة الخارجية الذي سيتبعه ترامب، نظرا لأن مستشاريه في هذا المجال ليسوا من المشهورين في الساحة السياسية العالمية. لكن على الرغم من ذلك، لم يتوان ترامب عن الإشارة في حواراته وتصريحاته إلى الخطوط العريضة للسياسة الدبلوماسية التي سيتبعها أثناء فترة توليه للحكم.
وتجدر الإشارة إلى أن ترامب كان من مؤيدي انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومن منتقدي السياسة التي كان يتبعها الاتحاد الأوروبي، الذي كان دائما يحتمي تحت المظلة الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب ينتقد التدخل الأمريكي في الخارج، فضلا عن العمليات العسكرية التي أطلقتها إدارة جورج بوش الابن، على غرار سلفه باراك أوباما الذي لطالما وعد "بإعادة القوات الأمريكية إلى الوطن". لكن من الواضح أن واقع الشرق الأوسط الشائك قد فرض على أوباما الدخول في صراعات جديدة ومواصلة الانخراط في بعض الحروب الأخرى، كما تقول الصحيفة.
وبيّنت الصحيفة أن ترامب سيتبع سياسة متطرفة تجاه بقية العالم، تقوم على زيادة حجم الجيش الأمريكي بالأساس، وتسعى إلى عقد تحالفات جديدة تخدم المصالح الرئيسية للولايات المتحدة. وقد أكد على ذلك في خطاب النصر الذي أدلى به هذا الصباح، قائلا إن هناك العديد من البلدان التي تريد أن تبرم اتفاقيات مع الولايات المتحدة لكنه، من موقعه، سيركز أولا على المصالح الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك علامة استفهام كبيرة تتعلق بطبيعة العلاقة التي تربط ترامب بروسيا. فخلال حملته الانتخابية، مدح ترامب مرارا وتكرارا الرئيسي الروسي فلاديمير بوتين، واعتبره "زعيما أفضل من أوباما". ومن الأمور الأخرى المثيرة للاهتمام، هو أن وكالات الاستخبارات الأمريكية اتهمت روسيا بالوقوف وراء القرصنة التي استهدفت حسابات البريد الإلكتروني الخاصة بالمرشحة الديمقراطية بهيلاري
كلينتون.
وتساءلت الصحيفة عن إمكانية خدمة ترامب لأجندة بوتين وطموحاته في التوسع، سواء فيما يتعلق بجورجيا أو أوكرانيا أو الشرق الأوسط. كما أنه من الواضح أن المرشح الجمهوري كان دائما يراوغ عند الحديث عن هذه القضايا.
وأضافت الصحيفة أن حملة ترامب أشادت بأفكاره الرافضة لكل اتفاقات العولمة والتجارة الدولية، إذ صرح في السابق أنه يريد أن ينسحب من اتفاق باريس بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري، معتبرا أن الصين هي من أهم المستفيدين من العولمة.
كما قال ترامب إنه يريد وضع حواجز جمركية على المنتجات الصينية، وأنه يرفض اتفاقية التجارة الحرة مع آسيا. وبالإضافة إلى ذلك، يقترح ترامب إعادة التفاوض حول اتفاقيات التجارة الحرة مع كندا والمكسيك. ولكنه لم يتطرق خلال حملته الانتخابية إلى الحديث عن التوتر الذي يشهده بحر الصين الجنوبي.
وأفادت الصحيفة أن انتصار ترامب سوف يعزز ظهور الحركات والقادة الشعوبيين في جميع أنحاء العالم، من أوروبا وصولا إلى آسيا، مما سيؤثر بالضرورة على طبيعة العلاقات الدولية في المستقبل.
وبيّنت الصحيفة أن النظام الأمريكي يمنح مجالا واسعا للرئيس في السياسة الخارجية، في حين تخضع سلطاته في الداخل لمبدأ "الرقابة والتوازن"؛ لكن من المعتقد أن الواقع بعد تسلمه
الرئاسة سيساهم في ضبط بعض وجهات نظر ترامب المتطرفة.
وقالت الصحيفة إن الفترة الانتقالية، التي سيقوم خلالها ترامب بتشكيل فريقه قبل 20 كانون الثاني/ يناير، ستقدم بعض المؤشرات التي ينتظرها العالم بأسره، حول السياسة التي سيتبعها ترامب خلال فترة ولايته الأولى.