نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تقريرا، جاء فيه أن
تنظيم الدولة قام في 2014 بهزيمة من كانوا حلفاءه من
الرقة شرق
سوريا، وحولها إلى عاصمة له، وكانت تلك المرحلة الأولى التي سبقت دخوله إلى العراق، وسيطرته على
الموصل.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن المدينتين أصبحتا نواة الخلافة التي أعلنها التنظيم، مستدركا بأنه في الوقت الذي كانت فيه القوات العراقية تتقدم على جبهة الموصل، فإن المليشيات الموالية لأمريكا أعلنت بدء العملية لإخراج تنظيم الدولة من الرقة يوم الأحد.
وتنقل الصحيفة عن المتحدثة باسم
قوات سوريا الديمقراطية، وهي عبارة عن تحالف يضم مليشيات كردية وعربية وتركمان، جيهان الشيخ أحمد، قولها إن القوات بدأت "حملة عسكرية كبيرة لتحرير الرقة وريفها من مخالب تنظيم الدولة".
ويلفت التقرير إلى أن المتحدثة دعت في مؤتمر صحافي في عين عيسى، على بعد 30 ميلا شمال الرقة، المدنيين في الرقة وما حولها، إلى الابتعاد عن "تجمعات العدو"، التي ستكون أهدافا "لقوات التحرير"، وقالت الشيخ أحمد إن الحملة تتضمن 30 ألف عنصر مليشيا، سيقومون بعملياتهم العسكرية بالتنسيق مع التحالف الذي تقوده أمريكا.
وتورد الصحيفة نقلا عن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، قوله يوم الاثنين، إنه يرحب بإعلان بدء العمليات "لتحرير الرقة من قبضة تنظيم الدولة"، وأضاف: "سيستمر التحالف الدولي في القيام بما يستطيع؛ لتمكين القوات المحلية في كل من العراق وسوريا، لتكبيد تنظيم الدولة الهزيمة التي يستحقها".
وينوه التقرير إلى أن أمريكا هي القوة التي تقف وراء تشكل قوات سوريا الديمقراطية، وزودتها بالأسلحة، ووفرت لها الغطاء الجوي الضروري، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي للمكون الرئيس للقوات، وهي المليشيا الكردية المعروفة باسم وحدات حماية الشعب، مشيرا إلى قول مسؤولين أمريكيين إن وحدات قوات خاصة أمريكية تدعم القوات الكردية.
وتنقل الصحيفة عن قائد العمليات التي تقودها أمريكا ضد تنظيم الدولة، الفريق ستيفين تاونسند، قوله الأسبوع الماضي، إن المخابرات الأمريكية كشفت مؤشرات تفيد بأن تنظيم الدولة يخطط لهجمات ضد الغرب من الرقة، ما زاد من ضرورة تسريع خطط السيطرة على المدينة.
ويورد التقرير نقلا عن المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سيلو، قوله لوسائل الإعلام المحلية في عين عيسى، إن التحالف زودهم بما وصفه بأسلحة ذات نوعية عالية، كانوا موعودين بها، لافتا إلى أن هذه العملية ستقلق تركيا، حليفة أمريكا، التي تنظر إلى المليشيا الكردية على أنها مليشيا إرهابية، وكانت قد عرضت على أمريكا التعاون معها في السيطرة على الرقة، بشرط خروج قوات سوريا الديمقراطية من الصورة.
وتذكر الصحيفة أن أنقرة قد أطلقت في آب/ أغسطس حملة درع الفرات، وهي عملية قاتلت فيها قواتها بالتعاون مع الثوار السوريين؛ لمهاجمة مواقع لتنظيم الدولة، بالإضافة إلى أنها استخدمت تلك القوات لمهاجمة مدينة منبج، التي أخذتها قوات سوريا الديمقراطية من تنظيم الدولة في آب/ أغسطس.
وبحسب التقرير، فإن المسؤولين الأمريكيين اعترفوا الأسبوع الماضي بالصراع الذي يلوح في الأفق بين حليفي أمريكا الرئيسين، وقال الفريق تاونسند في مؤتمر صحافي في تشرين الأول/ أكتوبر: "الحقائق تثبت أن القوة الوحيدة القادرة على المدى القريب هي قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب نسبة مهمة منها، لذلك نتفاوض ونخطط ونتحاور مع تركيا، وسنسير في هذا الأمر في خطوات".
وتستدرك الصحيفة بأنه ليس من الواضح كم سيكون التزام الأكراد في السيطرة على الرقة، حيث إن هدفهم النهائي هو إقامة دولة كردية على أراض في شمال سوريا والعراق، لكن الرقة، التي يتألف سكانها من العرب، لم تكن داخلة في حساباتهم، مشيرة إلى أن أعضاء المجتمع الكردي أعربوا عن عدم استعدادهم للمشاركة في حملة صعبة، والتضحية بدمائهم، دون ضمانات من واشنطن بأنه سيتم الاعتراف باستقلالهم.
ويجد التقرير أنه حتى لو نجحت عمليات المساومة في تجميع قوة ذات أكثرية كردية، فإن مثل هذا السيناريو سيولد رد فعل من دمشق، لافتا إلى أن سوريا شنت في نيسان/ أبريل حملة للاستيلاء على الرقة، لكنها فشلت في الوصول إلى المدينة، وتراجعت القوات السورية في وجه تعزيزات الجهاديين.
وتفيد الصحيفة بأن وزير الخارجية السوري وليد المعلم عبر في لقاء مع الصحافيين الأسبوع الماضي، عن معارضته التامة لأي قوات تركية تحارب على الأراضي السورية، وقال المعلم: "إنها قوات احتلال، ولم يدعهم أحد ليكونوا هناك".
وتختم "لوس أنجلوس تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن المعلم رفض أي تحرك انفصالي من الأكراد، وقال: "إذا أرادوا الانفصال فسوف نقاتلهم".