أمرت الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات
شركات الاتصالات بإعادة خدمات (VOIP)، بعد توقيف لهذه الخدمة امتد 10 أشهر، بعد صراع بين الشركات وبين النشطاء، وبين شركات وبين الوكالة انتهى بإعفاء مديرها وعودة الخدمات.
وكانت شركات الاتصالات
المغربية قد قامت في كانون الثاني/يناير 2016 بقطع خدمات الاتصالات المجانية عبر الإنترنيت.
عودة الخدمات
قالت الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات إنها أبلغت متعهدي الشبكات العامة للمواصلات بإعادة تشغيل جميع خدمات وتطبيقات المكالمات الهاتفية على الإنترنت (VOIP) على جميع شبكاتهم الثابتة والمتنقلة.
وفور إصدار هذا القرار، عادت جميع خدمات وتطبيقات المكالمات الهاتفية على الإنترنت (VOIP) إلى العمل بشكل طبيعي.
وأضافت الوكالة التي توصف في المغرب بـ"دركي الاتصالات" في بلاغ أصدرته مساء الجمعة، أن قرارها جاء "إثر التقييم الذي أجرته بخصوص التطور، سواء على المستوى الوطني والدولي، الذي عرفته وضعية أشواق الاتصالات وكذا السياق التنظيمي من جهة، وبالنظر لمتطلبات تطور متناسق لقطاع الاتصالات لفائدة المستعملين".
وتابعت: "جدير بالذكر أن إشكالية تأطير التطبيقات المتعقلة بالخدمة الهاتفية عبر بروطوكول الإنترنيت (VOIP)، أو ما يصطلح عليه بالتطبيقات من نوع (OVER THE TOP (OTT تشكل منذ عدة أشهر موضوع نقاشات مستمرة ومكثفة، سواء على مستوى التجمعات الجهوية المعنية أو على المستوى الدولي، تروم الوصول إلى اتفاق بشأن الكيفيات المتعلقة بتوفير واستغلال هذه التطبيقات".
وسجلت الوكالة أنها تتابع باهتمام هذه القضايا وستسهر على تمكين المستهكلين من الاستفادة من أفضل التطورات التكنولوجية، في تناسق تام مع متطلبات تطور القطاع والفاعلين وفي إطار احترام النصوص التنظيمية الجاري بها العمل.
انتصار للمغاربة
جاء هذا القرار بعد تضارب في الأنباء حول عودة خدمات (VOIP) بين من ذهب إلى أنها محصورة بفترة انعقاد مؤتمر المناخ العالمي في مراكش "
COP22"، وبين من اعتبر الأمر خروجا من الصراع بين المؤسسة وبين شركات الاتصالات إلى العلن.
وقال غسان بشيهب، مختص في التكنولوجيا الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي، إن "بلاغ الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات اليوم أزاح الغموض عن هذه النقطة بتبنيه للمطلب الشعبي داخل وسائل التواصل الاجتماعي".
وأوضح غسان بنشيهب في تصريح لـ"
عربي21"، أن "قرار الوكالة لشركات التواصل بالمغرب إرجاع العمل بخدمة VoIP نهائي، وهذا في الخاص انتصار كبير للمستعملين والأسر المغربية التي ناضلت بقوة لإرجاع الخدمة نظرا للفائدة الكبيرة التي يستفاد منها".
وتابع الخبير أن "المعلومات الأولية التي صدرت من الصحافة الوطنية حول قرار إرجاع العمل بتقنية VOIP بشكل مؤقت أسابيع قبل Cop22 اعتبره العديد من الناشطين إساءة ثانية للشعب المغربي ومستعملي هذه التقنيات، بعد الإساءة الأولى التي حظرت الاستعمال التام لهذه الخدمة، هذا الذي جعل الفيسبوكيين يقومون برد فعل كبير للاحتجاج على فكرة إطلاق الخدمة خلال مؤتمر مراكش وإرجاع الحظر مرة ثانية".
الصراع على VOIP
قد يكون عز الدين المنتصر بالله المدير السابق للوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات قد دفع موقعه ثمنا لموقفه من حجب
خدمات VOIP عن المغاربة، بعد الصراع المرير الذي خاضه ضد مدير شركة اتصالات المغرب صاحبة حصة الأسد من سوق الاتصالات في المغرب.
وأعفي عز الدين المنتصر بالله الذي جرت إقالته الثلاثاء، 25 تشرين الأول/أكتوبر، وبعدها بساعات عين الأربعاء، عز العرب حسيبي، مديرا مؤقتا، على رأس الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات بشكل مفاجئ.
وقالت مصادر إعلامية إن قرار الإقالة جاء بسبب احتجاج المدير السابق على تداعيات قرار توقيف المكالمات عبر "الواتساب" و"فايبر"، والذي كلف خسارة الاقتصاد المغربي 320 مليون دولار في ستة أشهر، وفق تقرير صدر الأسبوع الماضي، عن المركز الأمريكي للابتكار التكنولوجي، التابع لمعهد "بروكينغز".
وأضافت أن ما يعزز هذه الفرضية هي عودة المكالمات عبر "الواتساب" و"فايبر" بداية من يوم الإثنين، وربط العودة بمؤتمر المناخ كوب 22، الذي سينظم بعد يومين في مراكش.
وجرى تعين حسيبي، في اجتماع ترأسه مولاي حفيظ العلمي وزير التجارة والصناعة، في انتظار تعيين مدير عام جديد بشكل رسمي، من طرف الملك محمد السادس.
وكان المغرب قد قرر إيقاف تقنية الاتصال بين الهواتف الذكية عبر تطبيقات فايبر وواتساب وسكايب، وأكدت المؤسسة العمومية المكلّفة بمراقبة مجال الاتصالات أن الاتصالات الهاتفية المجانية التي تعتمد على الإنترنت عبر التطبيقات الثلاثة لا تحترم القانون وتُلحق خسارة بشركات الاتصالات.