نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا للكاتب روشي كومار، تقول فيه إن "
خنزير" يحب الشمس، ويقضي أيامه يتجول بين الأعشاب، وأحيانا يمشي الهوينا للترحيب بزوار يمرون من جانبه، ويعبرون عن الإعجاب به، فهو يعرف أنه مشهور ويأتي الزوار من أماكن بعيدة للنظر إليه، مشيرة إلى أن شعبية "خنزير"، تعود لكونه الخنزير الوحيد في أفغانستان كلها.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن أكل لحم الخنزير محرم في أفغانستان، وهناك بعض التفسيرات لا تحرم أكل لحمه فقط، ولكن لمسه أيضا، ولهذا السبب لا يتم تربية الخنازير في المزارع الأفغانية، بالإضافة إلى ذلك، فإن الطبيعة الجبلية لأفغانستان لا تناسب تربية الخنازير في المزارع المحلية.
وينقل الكاتب عن مدير حديقة الحيوان في كابول غول ساقب، حيث يعيش "خنزير"، البالغ من العمر 14 عاما، في منطقة معشبة ومحاطة بجدار إسمنتي، ويفضل أحيانا أن يرتاح بعيدا عن الناس، قوله: "من ناحية عامة لم ير الأفغانيون خنزيرا في حياتهم"، مستدركا بأن "خنزير" لم يكن دائما الوحيد في الحديقة المتداعية؛ بسبب الحرب الطويلة، فقد تبرعت به الصين، وكان خنزيرا رضيعا عام 2002 مع خنزيرة صغيرة، وزوج من الدببة البنية اللون، كما يقول ساقب.
وتلفت الصحيفة إلى أن تقارير تلك الفترة تشير إلى أن التبرع ضم أيضا أسدين، لكن عائلة "خنزير" تمزقت عام 2006، عندما حلت بها مصيبة، ويقول ساقب: "لم يكن العاملون في الحديقة على قدر عال من التدريب في ذلك الوقت، وفي أحد الأيام ترك الموظف، بطريقة غير مقصودة، باب قفص الدبين البنيين مفتوحا، وخرج أحدهما إلى منطقة الخنازير القريبة من قفصهما"، وهاجم الدب الخنزيرة الصغيرة، التي ماتت لاحقا، متأثرة بجراحها الخطيرة، ووصل الموظفون في الحديقة في الوقت المناسب، وأنقذوا "خنزير"، ليظل وحيدا في أرض أفغانستان.
ويعلق التقرير قائلا إن "خنزير" لم يكن وحيدا طوال الوقت، فقد أقام علاقة مع المسؤول عنه، الذي يأتي ليعتني بقفصه وينظفه ويقدم له الطعام، ويقول المسؤول عن "خنزير" شاه بارات: "لا يتحرك كثيرا هذه الأيام، لكنه يتحمس عندما يشاهدني؛ لأنه يعرف أنني جلبت له الطعام"، لافتا إلى أن بارات أظهر هذا الأمر في أثناء زيارة إلى الحديقة، حيث نادى على "خنزير"، الذي قفز رغم عمره المتقدم ووزنه الثقيل البالغ 226 كيلوغراما.
وعندما سأله كومار عما إذا كانت العناية بالخنزير تناقض تعاليم الدين الإسلامي، أجاب بارات قائلا: "بالتأكيد حرام، لكنها ليست أمرا سيئا"، وأضاف: "هذه حديقة
حيوانات، ويجب أن تكون هناك حيوانات كهذه، بالإضافة إلى أن (خنزير) هو حيوان بريء، مثل الحيوانات كلها، وهو قذر، لكن العناية به هي مسؤوليتنا".
وتذكر الصحيفة أن الحديقة واجهت تحديات من الخارج، خاصة بعد انتشار إنفلونزا الخنازير عام 2009 في أنحاء من العالم، وعبرت الحكومة عن مخاوف من انتشار المرض في البلاد، التي مزقتها الحرب، ولهذا ركزت على الخنزير الوحيد الذي يعيش في البلاد، مشيرة إلى أنه مع زيادة التقارير حول انتشار إنفلونزا الخنازير بدأ الرأي العام يعبر عن القلق، واقترح بعضهم قتله قتلا رحيما.
ويفيد التقرير بأنه لهذا السبب، قرر ساقب وفريقه وضع الخنزير في الحجر الصحي عدة أسابيع، وقال إن الإجراء اتخذ لتخفيف حدة الغضب الشعبي، ولحماية الخنزير من الأذى، ولهذا قضى "خنزير" أيامه منعزلا، ولم يزره إلا المسؤول عنه، ويقول بارات: "هو عزيز علينا، ومثل الحيوانات كلها، فأنا أهتم بالحديقة، و(خنزير) صديقي، وسأحزن لو حدث له مكروه".
وينوه الكاتب إلى أنه بعيدا عن القلق الذي ساد بسبب إنفلونزا الخنازير، فإنه لم تحدث أي معارضة للخنزير، لافتا إلى أن إدارة الحديقة ترغب بالحصول على عدد جديد من الخنازير لأغراض تعليمية.
وتنقل الصحيفة عن المنسق التعليمي نجيب الله نظري، قوله: "نؤمن بضرورة تعلم الطلاب عن حياة الحيوانات كلها"، وقال أحد المارة إن "مشاهدة (خنزير) كانت مدهشة بالنسبة لي، فلم أر هذا الحيوان من قبل".
وبحسب التقرير، فإن "خنزير"، الذي كبر في العمر وضعف، يقضي أيامه مستلقيا في قفصه، ويرحب بزواره أحيانا، منوها إلى أن مسؤولي الحديقة يحاولون العثور على رفيق له، وعلى ما يبدو أن هذا الأمر لن يحدث في القريب.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول ساقب، إن المسؤولين طلبوا من الدول الأخرى المساعدة في إرسال حيوانات للحديقة، بما فيها خنازير، إلا أنهم لم يتلقوا استجابة.