نشرت صحيفة "موند أفريك" الفرنسية، تقريرا تحدثت فيه عن
صراع لوبيات المال والسياسة في
الجزائر، وعن تنامي وتيرة الصراع بين رجلي الأعمال
يسعد ربراب، الذي يعتبر رمزا من رموز النفوذ الإعلامي في الجزائر، وعلي حداد، الذي تقتصر مهمته على التسويق لصورة الرئيس الجزائري عبد العزيز
بوتفليقة؛ من خلال حملات الدعاية الإعلامية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن
علي حداد، ويسعد ربراب؛ أصبحا محل جدل واسع لدى جل وسائل الإعلام في الجزائر، نظرا لأنهما أصبحا من أغنى وأقوى رجال الأعمال الجزائريين.
وأضافت أن لوبيات المال التي تعمل على حماية مصالح كل من حداد وربراب؛ حثت مجلة "فوربس" الأمريكية على تصنيفهما من بين أغنى رجال الأعمال وأكثرهم شعبية في أفريقيا.
وكشفت الصحيفة عن أن الغاية من هذه العملية تتمثل في إقناع الرأي العام الجزائري والدولي؛ بأن حداد هو الرجل الأوفر حظا في الجزائر، مقارنة بيسعد ربراب، مشيرة إلى أن يسعد لم يعد الطرف الوحيد المهيمن في الجزائر، إلا أنه ما زال يحتمي بعباءة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وأوضحت أن ثروة حداد تفوق الثلاثة مليارات دولار، وهو يعمل في الوقت الراهن على مضاعفة استثماراته، على الرغم من وجود أزمة مالية حادة أثقلت كاهل الدولة الجزائرية خلال الفترة الأخيرة، لافتة إلى أنه يسعى أيضا إلى توسيع نشاطاته التجارية، حيث بلغت نسبة مرابيحه في مجال البناء حوالي 60 مليون يورو؛ بدعم من شريكه المصري رضا كونينف، كما أن حداد يمتلك أيضا العديد من الأسهم في شركات الإسمنت، وهو ما زاد من نفوذه وثروته.
وذكرت الصحيفة أن علي حداد يُعد من المؤيدين الرئيسين لترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة، مشيرة إلى أنه "لم يكتف ببسط نفوذه التجاري في الجزائر فقط، بل توسعت استثماراته ومعاملاته لتشمل شركات خارجية عالمية، كالتفاوض مع العلامات التجارية الإيطالية في محاولة منه لحثهم على إبرام عقود شراكة، وإقناع الشركة الإسبانية "فيلا مير" للبناء بالقيام باستثمارات في المصانع الجزائرية.
وقالت إن علي حداد "وبفضل ثروته الضخمة، وتوسع استثماراته؛ بات يعتقد أنه أعلى شأنا من عدوه اللدود يسعد ربراب، على الرغم من عدم وجود أية دراسات مالية وبنكية تثبت أنه أضحى أغنى رجل في الجزائر".
وختمت الصحيفة بالقول: "لن تنتهي هذه المنافسة بين الرجلين إلا عندما تتوفر الوثائق والبيانات المفصلة التي من شأنها أن تثبت من هو أغنى رجل في الجزائر".