نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للمحرر الدبلوماسي باتريك وينتور، حول تصريحات مدير المخابرات البريطانية السابق "إم آي-6"، التي قال فيها إن عدم معاملة الغرب لكل من الصين وروسيا بصفتهما قوتين عظميين "يتسبب في ضرر كبير لنا".
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن المسؤول الاستخباراتي السابق جون سويرز، قوله إن العالم يواجه مستوى من الخطر يشبه وضع الحرب الباردة؛ بسبب تخلي الغرب عن الساحة السورية للروس، وفشله خلال السنوات الخمس عشرة الماضية في التعامل مع
روسيا بصفتها قوة عسكرية عظمى، مشيرا إلى أنه يحتاج إلى تطوير علاقة استراتيجية مع موسكو.
ويشير الكاتب إلى أن سويرز كان يتحدث لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، حيث قال: "نحن نتحرك الآن نحو مرحلة خطيرة، إن لم تكن الأخطر، كما كان الحال في الحرب الباردة؛ لأننا لم نركز على العلاقة الاستراتيجية بين موسكو وواشنطن".
وتلفت الصحيفة إلى أن المسؤول الاستخباراتي السابق أكد أهمية اعتراف الغرب بأن ميزان القوى قد تغير؛ وذلك بسبب زيادة القوة العسكرية الروسية، واستعداد موسكو لاستخدام هذه القوة.
ويفيد التقرير بأن سويرز انتقد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي دعا إلى مظاهرات أمام السفارة البريطانية في لندن، مشيرا إلى أهمية أن يكون الوزير واعيا بضرورة حماية الطاقم الدبلوماسي البريطاني في موسكو، وقال: "نتذكر ما حدث لسفارتنا في طهران"، ورغم أنه استبعد هجوما مماثلا على السفارة البريطانية في موسكو، إلا أنه قال: "إننا بحاجة لأن نكون حذرين من نتائج الأشياء التي ندعو لها".
وينوه وينتور إلى أن جونسون قد دعا إلى التظاهر أمام السفارة الروسية في لندن، كجزء من نقده لموقف حملة "أوقفوا الحرب"، التي لم تبد اهتماما بالحرب في
سوريا، ولم تشجب جرائم الروس في مدينة حلب، لافتا إلى أن جونسون كرر اتهاماته للروس، بأنهم وراء ضرب قافلة الإغاثة إلى حلب الشهر الماضي، وهو ما دعا وزارة الدفاع الروسية إلى توجيه تهمة "جنون الفوبيا الروسية".
وبحسب التقرير، فإن القصف استمر يوم الثلاثاء على الجزء الشرقي من مدينة حلب، حيث قال الأطباء إن 34 شخصا قتلوا، وجرح 216 آخرين، منوها إلى أن النظام السوري لبشار الأسد والطيران الروسي يُتهمان باستخدام أسلحة فتاكة، من القنابل السجادية للعنقودية إلى البراميل المتفجرة.
وتورد الصحيفة أن سويرز رفض في مقابلته مع "بي بي سي" الدعوات إلى إقامة منطقة حظر جوي؛ لمنع المروحيات السورية والطائرات الروسية قصف مدينة حلب، قائلا إن هذا الخيار كان يجب تطبيقه قبل ثلاث أو أربع سنوات، إلا أنه غير عملي اليوم، وأضاف: "لا يمكن أن تضع قوات الناتو والأمريكيين للعمل في المسرح الذي تعمل القوات الروسية ذاته، لإمكانية حدوث مواجهات بين الطرفين"، مبينا أن إقامة منطقة حظر جوي غير واقعية؛ لأن مخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا قائمة، بالإضافة إلى أنه شكك في سماح روسيا بضرب حلفائها في سوريا.
ويورد الكاتب نقلا عن المسؤول الأمني السابق، قوله إن قرار مجلس العموم في أعقاب الهجوم الكيماوي على الغوطة الشرقية 2013، عدم دعم قرار الولايات المتحدة معاقبة النظام السوري، ترك الغرب دون أي خيارات، وقال: "لقد أخلينا المسرح، ودخل الروس، وكان بالتأكيد خطأ، فقد استخدمت الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في دمشق من نظامهم، ووضعنا خطا أحمر ضد استخدام الأسلحة وفشلنا لأن نتمسك بموقفنا في هذه المناسبة".
وأضاف سويرز قائلا: "لم نتعامل مع روسيا والصين بصفتهما دولتين عظميين، الأمر الذي أدى إلى ضرر كبير"، وقال: "ما نحتاجه في الحقيقة هو التوقف عن التحرك باتجاه الطريق الذي يقود نحو المواجهة".
وينقل التقرير عن مدير المخابرات السابق، قوله إن الغرب لم يعد لديه إطار استراتيجي مع روسيا، كما كان الحال أثناء الحرب الباردة، من أجل التأكد من تحقيق الاستقرار، مشيرا إلى عدم وجود قواعد بين روسيا والصين والغرب، حول شروط الحرب الإلكترونية، وأضاف أن غياب الاتصال الاستراتيجي قاد إلى أزمة أوكرانيا.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول سويرز إن الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين أساء قراءة الرسائل القادمة من واشنطن، وتحرك على اعتقاد أنه يقوم بإفشال ثورة مدعومة من الغرب.