أفاد قادة ميدانيون، بأن قوات نظام الأسد، بعد أن سيطرت على مدينة الشيخ مسكين وبلدة عثمان في الربع الأول من العام الجاري، بدعم من الطيران الروسي، تستعد للتمدد باتجاه طريق دمشق عمان، عبر مهاجمة بلدتي داعل وابطع.
وتأتي هذه التحركات بالتزامن مع قيام نظام الأسد بتحريك ملف "المصالحات"، بهدف تحقيق أهدافه بأقل التكاليف، لكن محاولاته باءت بالفشل حتى الآن.
وعمد النظام منذ آذار/ مارس الماضي إلى تحريك ملف المصالحات في منطقتي داعل وابطع، مستعينا في ذلك بالموظفين الحكوميين والبعثيين القدامى من أهالي تلك المناطق، بحسب ناشطين.
وحول الهدف من هجمات النظام الجديدة، قال العقيد ياسين علوش، نائب قائد "فرقة الحق" في الجيش الحر، في حديث خاص لـ"
عربي21"، إن النظام يسعى من تركيز هجماته على منطقتي داعل وابطع إلى إكمال سيطرته على أوتستراد دمشق
درعا القديم، والذي يريد من خلاله الوصل بين الشيخ مسكين وعثمان اللتين يسيطر عليهما، وبذلك يفتح طريق إمداد جديد له إلى مدينة درعا، كما أن مرحلة أخرى قد تتبعها تتمثل في حملة عسكرية لاستعادة جمرك درعا القديم، على الحدود مع الأردن.
من جانبه، بيّن المقدم محمد سلامة، قائد العمليات العسكرية في منطقتي داعل وابطع، وقائد فرقة "فجر الإسلام" في الجيش الحر، أن النظام يسعى إلى تجزئة درعا وإغلاق طرق التنقل بين شرقي وغربي درعا أمام الجيش الحر، "وهو ما سنسعى بكل قوتنا لمنعه"، وفق قوله.
وأضاف سلامة أن النظام يسعى لفرض سيطرته على هذه المناطق بشتى الوسائل منها العمل على ورقة المصالحات، وتنفيذ ضغط عسكري متمثل بقصف ممنهج لإرغام الأهالي على قبول المصالحات، والتقدم البري من ناحية أخرى إلى هذه المناطق لإشعار المدنيين بخطورته، مشيرا إلى أن النظام يهدف أيضا إلى ضرب الحاضة الشعبية للجيش الحر في هاتين المنطقتين اللتين تحويان آلاف المدنيين من أهالي المنطقة والنازحين من خربة غزالة والشيخ مسكين.
وسيطر النظام مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي على نقاط قريبة من داعل وإبطع. وقال المقدم سلامة إن فصائل الجيش الحر جهّزت نفسها لبدء هجوم معاكس لاستعادة النقاط التي سيطر عليها النظام سابقا، وتحرير الكتيبة المهجورة، أهم معاقله في المنطقة.
وأشار إلى إطلاق معركة "صد البغاة"، بخلاف ما أشاع فصيل، لم يذكر اسمه، والذي سمى المعركة باسم مغاير.
وأشار المقدم سلامة إلى أن فصائل الجيش الحر ستضع كل ثقلها لصد هجوم النظام العسكري، حتى يحافظ الجيش الحر على أماكن تمركزه، مشيرا إلى أن "المقاتلين سينطلقون من هاتين المنطقتين بعد إفشال هجمات النظام، ومشروعهم هو تحرير واستعادة ما تم السيطرة عليه في السابق من قبل النظام"، موضحا أنهم يحاولون الأخذ بزمام المبادرة بالجبهة الجنوبية لتعود لفتح معارك كبيرة ضد مراكز النظام الأساسية في المحافظة من جديد.
وفيما يعمل النظام على الناحيتين العسكرية والسياسية، عمد ناشطون في درعا إلى إطلاق حملة في بداية تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، تحت شعار "لا تصالح على الدم"، بهدف إفشال عملية المصالحات التي يسعى النظام لإتمامها، من خلال استمالة المدنيين في المناطق المذكورة، حيث يقوم هؤلاء الناشطون بتذكير المدنيين بما حصل في الشيخ مسكين وعثمان، وأن النظام سيقوم بعمل الأمر ذاته في داعل وإبطع.
ووعد النظام سكان المنطقتين بوقف القصف على المنطقة وإخراج المعتقلين، وتوصيل التيار الكهربائي بشكل مستمر، إضافة إلى إدخال المعونات الغذائية بشكل كبير.
غير أن ناشطين أفادوا بأن ملف المصالحات في هاتين المنطقتين قد بدأ بالفشل، مثل المناطق الأخرى التي حاول النظام فيها سابقا، سواء في شمال درعا أو في مناطق متاخمة لأوتستراد دمشق عمان الجديد.
وكان النظام قد زعم أن هناك 7 آلاف مدني قد قاموا بـ"تسوية أوضاعهم"، لكن النشطاء قالوا إن هذا أمر عار عن الصحة، وأن وعود النظام ما هي إلا لينال ما يريد دون أن يتحقق منها شيء.