تجددت الاشتباكات المسلحة خلال اليومين الماضيين، الاثنين والثلاثاء، في إقليم كردستان
إيران بين الأحزاب الكردية المسلحة المناهضة للنظام الإيراني وبين قوات الجيش والحرس الثوري الإيراني، في عدة مدن ومناطق في الإقليم الكردي المتأزم.
وأكد
الحرس الثوري الإيراني وقوع الاشتباكات المسلحة بين قواته والأحزاب الكردية المعارضة في إقليم كردستان، ووصف مقاتلي المعارضة الكردية بـ"الإرهابيين الملاحدة"، بحسب موقع عصر إيران.
وعلمت صحيفة "
عربي21" من مصادر مطلعة، عن تفاصيل المعارك التي تدور الآن في إقليم كردستان إيران، وأكدت المصادر الخاصة وقوع الاشتباكات في منطقة "أزغلة" الواقعة في مدينة كرمانشاه الكردية الإيرانية.
وأضافت المصادر الخاصة لـ"
عربي21"، أن حزب الـ"ب ك ك" الكردي الإيراني، أو ما يعرف بـ"حزب الحياة الحرة" الكردي، هاجم قاعدة "نجف كرمان" التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني في مدينة كرمان، وتدخلت القوات الجوية التابعة للجيش الإيراني لصد هجوم المسلحين
الأكراد، ما أدى إلى مقتل 12 عنصرا من حزب بيجاك الكردي.
ويرى مراقبون أن النظام الإيراني يتعاطى مع قضية الأكراد في الشرق الأوسط بشيء من "التناقش"، موضحين أن إيران كانت من المنادين بدعم الأكراد في تركيا، متهمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقمعهم في تركيا وسوريا، ومؤكدة أنها تقف بجانب حقوق الأكراد العادلة بالمنطقة، كما أنها دعمت أكراد العراق في عهد صدام حسين بالمال والسلاح والخبراء.
ولكن عندما تصل هذه المطالب إلى الشعب الكردي في إيران، فإن هؤلاء الأكراد يصبحون "ملاحدة وتكفيريين وإرهابيين"، وتمت إضافة اتهام آخر لهم بأنهم "عملاء السعودية"، ويتحركون وفقا لأوامر السعودية ضد النظام الإيراني.
ويعاني الشعب الكردي في إيران من اضطهاد عرقي مذهبي مزدوج، بسبب انتماء غالبية أكراد إيران لأهل السنة والجماعة. وشهدت سجون طهران مؤخرا إعدامات جماعية بحق 29 داعية وشيخا كرديا بتهمة الانتماء إلى السلفية الجهادية في إيران.
وأعلنت مؤخرا أحزاب كردية استئناف المواجهة المسلحة مع النظام الإيراني، مؤكدة أن "خيار القتال ضد النظام الإيراني بات هو الخيار الأمثل والوحيد أمام الشعب الكردي لنيل حقوقه المغتصبة"، بحسب قولهم.
وقالت هذه الأحزاب الكردية إن الشعب الكردي يعاني كثيرا بسبب السياسات التعسفية والقمع الذي يمارسه النظام الإيراني بحق الأكراد في إيران، وإن القيادات العسكرية الكردية دخلت منذ فترة داخل إقليم كردستان أو ما يسمى "الحواضن الكردية" لمواجهة النظام الإيراني من الداخل.
ويقول الخبراء في الشأن الإيراني إن أكراد إيران يشعرون بخيبة أمل من الحصول على حقوقهم بالطرق السلمية من النظام الإيراني، في ظل تطور ملف الأكراد في المنطقة وحصول أكراد العراق وتركيا وسوريا على حقوقهم القومية.