اتهمت جوان ليو، الرئيسة الدولية لمنظمة "
أطباء بلا حدود"، أربعة بلدان، من أصل خمسة دائمة العضوية لمجلس
الأمن الدولي، بشن هجمات جوية على المستشفيات والمرافق الطبية في
سوريا واليمن.
جاء ذلك في كلمة لها، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، لبحث مسألة حماية المدنيين والرعاية الطبية في النزاعات المسلحة.
وحذرت في الوقت نفسه من أن تتحول مكافحة الإرهاب إلى "رخصة بالقتل" في يد الدول.
وقالت ليو: "في
اليمن وسوريا، هناك أربع دول، من الأعضاء الخمسة الدائمين في هذا المجلس، متورطة - بطريقة أو بأخرى - في شن هجمات تستهدف المستشفيات والمرافق الطبية. إننا الآن في لحظة أصبحت فيها محاربة الإرهاب بمثابة رخصة للقتل ونحن ندعوكم جميعا إلى إلغاء تلك الرخصة".
والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن هي: الولايات المتحدة، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، والصين.
ولم تحدد رئيسة "منظمة أطباء بلا حدود" الدول الأربع بالاسم، لكن المعروف أن الولايات المتحدة تقود تحالفا دوليا لمحاربة "داعش"، في سوريا والعراق، ويضم التحالف فرنسا وبريطانيا، فيما تدعم روسيا النظام السوري.
وأضافت ليو أنه "شهد الأسبوع الماضي هجوما وحشيا قامت به الحكومة السورية وحلفاؤها (في إشارة إلى روسيا) على قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، وعلى مستشفى قرب مدينة حلب (شمالا)، واليوم تتجه تلك الحرب إلى القاع، والهجوم المتواصل على المدينة من القوات الروسية والسورية خلال الأيام القليلة الماضية هو بالتأكيد دليل على ذلك".
وأشارت إلى قرار مجلس الأمن رقم (2286)، الذي تم اعتماده في 3 أيار/ مايو الماضي، قائلة: "إن الدول الأعضاء بالأمم المتحدة تعهدت بموجب ذلك القرار بحماية المدنيين والمرافق الطبية ولكن الواقع أصبح أكثر سوءا".
وأضافت أنه "في أوائل آب/ أغسطس الماضي، نفذت قوات التحالف (العربي)، بقيادة السعودية، غارة جوية استهدفت مستشفى في اليمن وقتلت تسعة عشر شخصا، من بينهم مرضى وعاملون في مجال الصحة، ليس ذلك فحسب، بل إن المدارس والأسواق والطرق والجسور يتم تدميرها في اليمن بشكل روتيني"، وهو ما نفته السعودية من قبل.
ودعت أعضاء مجلس الأمن إلى فرض حظر مطلق للهجمات على المرافق الطبية، وتقديم الدعم الفوري للتوصيات التي أعلنها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في وقت سابق اليوم الأربعاء، أمام المجلس.
وقال بان كي مون، في كلمة له أمام جلسة لمجلس الأمن، الأربعاء، إن "المسلخ (مكان لذبح الماشية) أكثر إنسانية مما يجري في حلب".
وقدم كي مون خلال الجلسة نفسها عدة توصيات إلى الدول الأعضاء في المجلس، تستهدف حماية مرافق الرعاية الصحية والأفراد خلال الصراع.
وتشن قوات النظام السوري والقوات الجوية الروسية حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت في مقتل وإصابة المئات من المدنيين بينهم نساء وأطفال، منذ إعلان النظام انتهاء الهدنة في 19أيلول/ سبتمبر الجاري، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام.
ويعتقد أن حوالي 300 ألف مدني هم الآن محاصرون في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة من حلب.