حذرت صحيفة "آفتاب يزد"
الإيرانية المقربة من التيار الإصلاحي، على صفحتها الأولى الخميس، من انجرار البلاد نحو انقسام سياسي، لافتة إلى المسائل الخلافية بين الرئيس حسن
روحاني والجنرال قاسم
سليماني، قائد فيلق "قدس" في الحرس الثوري، والرجل الأقرب إلى المرشد علي خامنئي.
وقالت الصحيفة إن انقسام إيران إلى قطبي سليماني وروحاني سوف يعزز من الانشقاقات، وسيصبح هذا الثنائي (سليماني- روحاني) مصدرا للخلاف بين الإيرانيين".
وأشارت الصحيفة إلى أن التيارات السياسية المحافظة، التي تدّعي بأنها الأكثر حرصا على مصلحة إيران من الآخرين، بدأت بدفع البلاد نحو الانقسام، ليصبح الوضع القائم في إيران هو الصراع ما بين سليماني وروحاني.
وتابعت "آفتاب يزد" تحليلها قائلة إن "الترويج لوجود الانقسام والخلاف بين سليماني وروحاني حول سياسة البلاد، ووضع الرئيس أمام سليماني يعتبر ظلما بحق مصالح إيران، وهؤلاء (يقصد تيار المحافظين) يقومون بلعبة خطيرة من أجل تحقيق مصالحهم السياسية."
واستخدمت الصحيفة الإيرانية المثل الفارسي الذي يقول: "زهرة كانت وزُينت بالعشب الآن"، والذي يقال في حال وجود أزمة كبيرة، وتضاف لها أزمة أو مشكلة أكبر منها، في إشارة إلى أزمة الانقسام بين المحافظين والإصلاحيين، التي أضيف إليها الخلاف والصراع بين سليماني وروحاني.
وقالت "آفتاب يزد": "زهرة كانت وزينت بالعشب الآن"، إن الذين كانوا يتهمون حكومة روحاني بأنها مخترقة من قبل الدول الغربية، وقاموا بالتشهير بالوفد النووي الإيراني المفاوض، بدعوى وجود جاسوس بين أعضائه.. الآن هم أنفسهم من يروّجون لما يقوله (الأمريكي) "دينس روس" عن الخلاف بين روحاني وسليماني حول سياسة البلاد."
واتهمت صحيفة "آفتاب يزد" بعض التيارات المحافظة بالوقوف وراء الانقسام بين سليماني وروحاني، وقالت: "من ناحية أخرى هناك مساع وجهود حثيثة لبعض التيارات الأصولية لإنشاء جو متشائم وحالة من الانقسام الأسود والأبيض بين الرئيس روحاني والجنرال سليماني، حتى يظهر روحاني بأنه يلعب الدور الأسود في هذه اللعبة وبتحول لرئيس منبوذ في إيران."
وعن الاتهام الذي يُروَّج ضد روحاني داخل إيران من قبل المحافظين، بالإشارة إلى وجود رغبة أمريكية بدعم الرئيس حسن روحاني والإصلاحيين وتقوية شوكتهم ونفوذهم على حساب المحافظين والحرس الثوري.، قالت الصحيفة: "هل لأن أمريكا تريد تعزيز دور روحاني، ونفوذه داخل إيران يجب أن نحذّر منه ونتوجه إلى دعم سليماني ضد الرئيس؟!."
وأضافت أن "المحافظين، الذين يخططون للهجوم على روحاني، هم بكل تأكيد يجلسون على الغصن الذي يريدون قطع جذعه بالفأس، وهكذا سوف يغرقون، وأيضا يغرق الجميع معهم"، بجسب تعبير الصحيفة الإيرانية.
وكان قائد فيلق قدس، قاسم سليماني، أصدر الخميس بيانا مقتضبا نشر على الموقع الرسمي للحرس الثوري الإيراني حول ما أشيع عن الخلاف بينه وبين روحاني داخل إيران، وطالب فيه "الشعب الإيراني بالحذر من مخططات الانقسام التي تستهدف إيران من الخارج".
وقال سليماني في بيانه: "أرجو من جميع إخوتي وأخواتي الأعزاء تجاهل كل التصريحات الكاذبة، والتي تثير الانقسام الداخلي. علينا أن لا نضيع وقتنا الثمين في هذه القضايا، ونركز على تحقيق أهداف أمتنا في مواجهة مخططات أعدائنا الشريرة".
ويرى مراقبون للشأن الإيراني، من الداخل تتواصل معهم "
عربي21"، أنه وبسبب تراجع شعبية الحرس الثوري والمحافظين بعد الاتفاق النووي "اتجه المحافظون بدعم من خامنئي والحرس الثوري إلى خلق حالة شديدة الخطورة من الانقسام بين سليماني وروحاني حتى يتمكن المحافظون من الهجوم على روحاني وحكومته، تحت يافطة الدفاع عن سليماني، الذي يحظى بشعبية واسعة داخل إيران"، الأمر الذي لا يُستبعد أن يكون تمهيدا لترشيحه لمنصب الرئاسة في مقابل روحاني.
ولم يرَ المراقبون تناقضا بين تراجع شعبية الحرس الثوري، وبين صعود سليماني، والسبب هو "الدعاية الكبيرة" للأخير، وتقديمه بوصفه "الرجل الذي يخاطر بنفسه من أجل إيران في الميادين"، إضافة إلى الإجماع حوله في التيار لمحافظ وأنصاره، خلافا لبقية رموزه.