علقت مجلة "إيكونوميست" على سياسة الأردن في مكافحة
التطرف والسيطرة على
المساجد، حيث احتوى العدد الأخير من المجلة على تقرير حول المساجد، تحت عنوان "تكميم المساجد".
وجاء في التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"،: "(متى لا يصبح المسجد مسجدا؟) على ما يبدو في يوم الجمعة، كما يحدث في الأردن، حيث جاء المسؤولون في الأردن بفكرة جديدة لمنع الدعاة المتطرفين من صعود المنابر، وفي كل أسبوع، وقبل الصلاة، يقومون بإغلاق المساجد غير المرخصة بشكل مؤقت، خاصة أن ثلث المساجد البالغ عددها ستة آلاف غير مرخص، وهناك أوامر تطلب من الوعاظ إلقاء الخطبة الرسمية التي ترسل إليهم عبر الهاتف المحمول، وتأكيد السماح للوعاظ، الذين تسمح لهم الدولة بالوعظ، بإلقاء الخطبة"، وبحسب وزير الأوقاف الأردني وائل عربيات فإن "خطبة الجمعة تعد من الوسائل الإعلامية التي تحمل مخاطر".
وتعلق المجلة قائلة إن "الحكومة لديها الكثير من الأسباب للخوف، فالدعم للجماعات الجهادية منتشر على نطاق واسع عندما تخرج من الأجزاء الراقية في عمان، ففي السوق المسقوفة في
البقعة، وهو أكبر المخيمات وأكثرها قتامة من بين عشرة مخيمات، يتبادل المتسوقون فيها آخر أخبار
تنظيم الدولة وهم يشترون احتياجاتهم اليومية، وفي مسجد عثمان بن عفان هناك خطيب يشجب الحكام؛ لأنهم يقومون بعرقلة الواجب الديني، وهو الجهاد سواء كان ضد إسرائيل أو ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد، وفي مقهى راق في عمان ونحن نتناول الشاي بالنعنع، قال أحد مؤيدي تنظيم القاعدة: (الجهاد يبدأ من هنا)، وأضاف: (نصف الأردنيين مقتنعون بقضيتنا)، وقال إن هناك حوالي أربعة آلاف أردني غادروا البلاد للقتال في سوريا، وبناء على عدد السكان، فإن مؤسسة (صوفان) في نيويورك تقول إن الأردن هو من أعلى الدول التي ذهب منها مقاتلون إلى سوريا والعراق، باستثناء تونس".
ويشير التقرير إلى أن "خسارة الفلسطينيين لوطنهم وللأراضي السورية والعراقية، يجعل من اللاجئين عرضة لاعتناق قضية الجهاد، ويحذر مؤيدو تنظيم الدولة في مخيم البقعة بأنهم ربما يقومون بواجب الجهاد في الأردن في حال أغلقت أمامهم طرق الجهاد في الخارج، ففي حزيران/ يونيو، قام لاجئ من مخيم البقعة بالسير نحو مركز المخابرات المحلي المحصن، وقتل خمسة من ضباط الأمن، ويقول مواطن إنهم فرحوا للعملية، ودعا الجيران إلى اتخاذ إجراء في وقت إعدام المنفذ، ونقل عن مسؤول قوله: (هناك حرب في داخل الإسلام، ولو لم نقم بحل المشكلة داخل الإسلام، فلن تكون أمريكا أو بريطانيا من يذهب أولا)، ويعني بهذا أن الأردن سيكون الضحية الأولى".
وتبين المجلة أن "السلطات لجأت في الماضي إلى التفاوض، فقبل عامين أطلقت سراح أبي محمد المقدسي وأبي قتادة الفلسطيني، في محاولة لاستيعاب أتباعهما في الحرب التي تخوضها الدولة ضد تنظيم الدولة، وفي الفترة الأخيرة قررت الحكومة القيام بحملة اعتقالات، وتم تفكيك مئات الخلايا، وفي هذا العام قدم 1100 أردني أمام المحاكم العسكرية، بتهم تتعلق بالإرهاب".
ويلفت التقرير إلى المحاضر الجامعي، الذي عمل فترة في بريطانيا أمجد قورشة، الذي اعتقل، بسبب شريط فيديو تساءل فيه عن التحالف الأردني مع الولايات المتحدة وإسرائيل، مشيرا إلى أنه تم استدعاء الشيخ محمد الوحش، الذي يخطب أسبوعيا من مسجده في جنوب عمان لثلاثة آلاف من أتباعه، إلى وزارة الأوقاف، التي أعطته "التحذير الأخير"، وقال إنه متهم بشجب سياسة الحكومة المتعلقة بفلسطين.
وتفيد المجلة بأن "هناك من يرى في تحسين الخدمات العامة عاملا مساعدا، فهناك الكثير من الطرق المؤدية للقرى غير معبدة، بالإضافة إلى المدارس المتهالكة، وفي الوقت الذي يتدفق فيه مال المتبرعين من الخليج لبناء المساجد، فإن هناك من يتساءل عن الإجراءات الأمنية، وعما إذا كانت الوسيلة الوحيدة".
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى أن الوزير السابق والأستاذ في الجامعة الأردنية بسام العموش يقول إن "الناس يقولون إنكم تهاجمون الإسلام"، ويصر على إلقاء خطبته غير المرخصة قائلا: "أغلقوا النوادي الليلية لا المساجد".