ناقشت صحيفة "التايمز" البريطانية استخدام
تنظيم الدولة للأطفال الذين تدربوا لديها، والذين تسميهم بـ"
أشبال الخلافة"، في هجمات انتحارية على في
العراق وتركيا.
وخلال أربعة وعشرين ساعة، يعتقد أن طفلين فجروا أجهزتهم، في حين فشل الهجوم الثالث.
وظهرت صورة الاثنين لطفل منع من تفجير قنابله في مدينة كركوك العراقية ليلة الأحد، وهو يرتدي حزاما ناسفا حول معدته، ويغطيه بقميص لنادي برشلونة، باسم "ميسي".
وقال مصدر إن الطفل ولد في عام 2000 في الموصل العراقية، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، موضحا أن الطفل كان "مخدرا".
وتم تصوير الطفل بطاقم لوكالة "روداو" الكردية، قبل أن ينفجر الطفل بالبكاء عندما وضعه شرطيان وعروا صدره وقطعوا حزامه ووضعوه في سيارة للشرطة.
وبعد ذلك بقليل، وجدت الشرطة مفجرا آخر هاجم مسجدا في كركوك، ولم يتأكد عمره بعد، إذ قتل الطفل المنفذ، وأصيب اثنان في الأحياء الجنوبية الشيعية للمدينة، كما تم تعطيل عبوتين ناسفتين في المدينة.
وقال مسؤول عراقي في تصريح مصور: "هذه حملة خطيرة ضد كركوك الليلة".
غازي عينتاب
وتأتي هجمات الطفلين بعد هجوم انتحاري لطفل في عرس في مدينة غازي عينتاب، جنوب
تركيا، ليلة الأحد، قال الرئيس التركي إن منفذها طفل يبلغ من العمر 12 إلى 14 عاما، وأدى لمقتل 53 شخصا، من بينهم أطفال، وأصيب العشرات.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الاثنين إن هوية وعمر المنفذ لم تتضح بعد، وسط تأكيد من وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن "داعش يجب إزالتها من الحدود التركية".
إثارة عنف طائفي
وقالت "التايمز" إن الهجمات على كركوك تأتي كمحاولة لاستثارة العنف الطائفي في المدينة التي تضم سنة وشيعة وأكرادا.
ومع أن المدينة لا زالت تحت الحكم الإداري الحكومة المركزية العراقية في بغداد، إلا أن السيطرة الفعلية للقوات الكردية التي سيطرت على المدينة بعد أن أخرجت مسلحي تنظيم الدولة في عام 2014.
واستخدم تنظيم الدولة الأطفال في هجمات انتحارية سابقة في العراق وسوريا، وسط خشية من أن يستخدم تنظيم الدولة، الذي يدرب الأطفال، الأطفال في هجمات خارج الجبهات.
استخدام موثق
وأشارت الصحيفة إلى أن استخدام التنظيم للأطفال موثق جيدا، وقال الكثير من الأطفال الذين استطاعوا الهرب من أراضي تنظيم الدولة إنهم تدربوا في مخيمات "الزرقاوي"، على اسم الأب الروحي لتنظيم الدولة.
وظهر الأطفال في مقاطع مصورة ينشرها التنظيم، قتل بها أطفال جنودا للنظام السوري برصاص في الرأس في مدينة تدمر الصحراوية السورية.
والعام الماضي، قال طفلان استطاعا الهروب من تل أبيض التي كان تنظيم الدولة يسيطر عليها، إن "هناك قوائم انتظار لأطفال سيصبحون انتحاريين"، كامتداد لغسل الدماغ الذي يقوم به التنظيم، بحسب تعبيرهما.
ويعلم التنظيم المقاتلين أن من يقتل نفسه "جهادا سيتوجه مباشرة للجنة"، مع أن الانتحار يعتبر خطيئة في الإسلام، بحسب "التايمز".
ومات على الأقل 89 طفل مع تنظيم الدولة العام الماضي، أي ثلاثة أضعاف الأطفال الذين قاتلوا للتنظيم في العام الذي سبقه.