باركت جماعة "
الدعوة والإصلاح" الإيرانية، الأربعاء، للشعب التركي انتصاره على المجموعة الانقلابية المرتبطة بمنظمة فتح الله غولن، مرسلة مكتوبا لرئيس الوزراء التركي "بن علي يلدريم"، ضمن إطار التهنئة.
جاء ذلك خلال زيارة وفد من الجماعة اليوم للسفارة التركية، حيث استقبلهم السفير رضا هاكان تكين. وأعرب الوفد عن سعادته من نجاح
الشعب التركي، في الانتصار على المحاولة الانقلابية التي جرت في 15 تموز/ يوليو الجاري.
وسلم المسؤول في العلاقات الخارجية للجماعة لقمان ستوتد للسفير تكين، رسالة موجهة لرئيس الوزراء التركي جاء فيها أن "الشعب التركي أصبح نموذجا في الدفاع عن الديمقراطية، والانتصار الذي حققه يعتبر حدثا يبعث على الأمل".
كما تضمنت الرسالة أن "الجماعة لا تشك في أن الانتصار ساهم في رفع مستوى القيم الديمقراطية، والإنسانية العالمية، وشكل أملا جديدا لمن يكافح من أجل الديمقراطية ضد الدكتاتوريات".
وأشادت الرسالة "بموقف الأحزاب السياسية الأخرى التي ملأت الساحات ضد الانقلاب"، مشددة على أن "الجماعة تبارك للشعب التركي العظيم، وأعضاء الأحزاب المختلفة الذين كانوا في الصفوف الأمامية، ولمن وضعوا أرواحهم ضد الانقلاب، وساهموا في هذا النصر التاريخي، وكذلك الصحفيين الذين كان لهم دور مؤثر، فضلا عن بقية الأحزاب".
من ناحيته، أفاد السفير تكين، أن "الصداقة تظهر في أيام المحن، وبناء على ذلك فإنهم ينظرون للتصريحات الإيرانية التي جاءت بعد فشل المحاولة الانقلابية ضمن هذا الإطار، وتحمل أهمية كبيرة بالنسبة لهم"، على حد تعبيره.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي)، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة اسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة نحو البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" - غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة، والقضاء، والجيش، والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.