يعاني سكان العاصمة السورية من انتشار غير محدود لشبكات
المخدرات، التي يعدّونها ظاهرة دخيلة على المجتمع الدمشقي المحافظ.
ويقول سكان إنه بعد أن كان الشاب السوري يخشى في مقتبل عمره التدخين بين أبناء الحي الذي يسكنه، بات اليوم مدمنا على المخدرات، التي تتوفر أمامه بكميات كبيرة وأسعار غير مرتفعة.
والتطور الأبرز في دمشق اليوم هو توجه عدد من الصيدليات المرخصة من قبل النظام لتداول المخدرات، بعد إبرامها صفقات مع مليشيات الدفاع الوطني، صاحبة الصلاحيات والنفوذ، وسط غياب للقانون، بحسب سكان في المدينة.
وفي هذا السياق، أشار الناشط الميداني محمد الدمشقي إلى أن العديد من الصيدليات الطبية ضمن المناطق الحيوية في دمشق، والواقعة تحت السيطرة الكاملة للنظام السوري، باتت مقصدا للشباب المدمن، "المراهق في غالبية الحالات"، ليس لشراء الأدوية الطبية، بل لشراء العقاقير المخدرة والحشيش، وسط غياب أي سلطة رادعة لهم، وفق قوله.
وقال الدمشقي لـ"عربي21" إن بعض الصيدليات في المزة وجرمانا والسيدة زينب، ومناطق دمشقية أخرى، تحولت إلى نقاط معروفة للشباب المدمن، خاصة في أيام "المناوبة الليلية"، حيث يقصدها هؤلاء للتزود بالحبوب المخدرة والحشيش.
وأشار الناشط إلى إن أعداد الشباب المتعاطي للمخدرات يتزايد، معللا ذلك بصحبة هؤلاء المراهقين لعناصر الدفاع الوطني الموالين للأسد، وكذلك لإظهار مفاتن شبابهم، خاصة مع غياب الضوابط الأسرية والقانونية في عموم العاصمة.
واستطرد الناشط الميداني بالقول: "مع تعاطي الشبان لكميات كبيرة من الحبوب المخدرة، وصولا لمرحلة الإدمان، باتوا يواجهون مشكلات في الحصول على الأموال لشراء تلك الحبوب، الأمر الذي دفع بعضهم إلى أعمال التشليح والسرقة؛ للحصول على الأموال لشراء تلك المنتجات".
بدورها، كشفت مصادر إعلامية موالية للنظام السوري في جرمانا، على أطراف دمشق، عن تورط إحدى الصيدلانيات التابعات لنقابة صيادلة دمشق ببيع كميات كبيرة من المواد المخدرة من خلال منزلها في المنطقة.
وأشارت المصادر الموالية إلى انكشاف أمر هذه الصيدلانية بين الناس، ما دفع فرع المخدرات بريف دمشق لاعتقالها، فيما عُثر على 2500 حبة مخدرة وبودرة في منزلها.
من جهته، أفاد الدكتور أبو ياسر، من المكتب الطبي في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، الخاضعة لسيطرة الثوار، بأن القانون الطبي المعمول به يعاقب الصيدلي المتعامل بالمخدرات بأشد العقوبات، تبدأ من سحب الشهادة العلمية التي بحوزته، وتغريمه بمبالغ مالية كبيرة، إضافة لعقوبة السجن، ومنعه من مزاولة المهنة.
وأكد الطبيب أبو ياسر أن رواج المخدرات سيؤدي حتما إلى التفكك العائلي وهدم الأسرة وقوانين التربية المنزلية، كما ينتج عن تعاطي المخدرات كثرة الجرائم وأعمال القتل، كما ستعمل الشبكات المتاجرة بالمخدرات داخل النظام السوري على ابتزاز الشباب؛ للحصول على مبالغ مالية كبيرة مقابل تزويدهم بالحبوب المخدرة.
وحذر الدكتور أبو ياسر من استهداف المناطق المحررة في الريف الدمشقي عبر شبكات التهريب من إدخال المواد المخدرة للمحاصرين، مشيرا إلى أن فصائل الثوار ألقت القبض على عدد من الشبكات التي كانت تهرب المخدرات، والتي تكون في غالبيتها محمية بشكل مباشر من قبل مليشيات النظام السوري، وفق قوله.