قال الكاتب البريطاني جوناثان ستيل إن النائب الأول السابق لزعيم جماعة “هزمت” (الخدمة) التابعة لرجل الدين التركي فتح الله غولن تقف بكل التفاصيل خلف محاولة الانقلاب الفاشلة على السلطة في
تركيا.
وقال ستيل بمقاله في موقع “ميدل إيست آي” إن لطيف إردوغان كان من مؤسسي الجماعة مع فتح الله غولن منذ البدايات ولفت “لطيف” إلى أن غولن وعلى الرغم من نفيه الوقوف وراء الانقلاب إلا أن الكم الكبير من أنصاره العاملين داخل الدولة التركية يجعل المرء لا يشك بتورطه في الانقلاب.
ونقل الكاتب تصريحات لطيف إردوغان الذي أشار إلى أنه لا يتصل بقربى للرئيس التركي والتي أدلى بها لصحيفة تركية وقال فيها إن جماعة غولن تمكنت منذ التأسيس من اختراق الجيش والقضاء ومكتب المدعي العام والخدمة المدنية في عموم تركيا.
وأضاف “أعلم يقينا أن ما من مرحلة من مراحل الانقلاب ولا خطواته إلا كانت بإشراف غولن وموافقته”.
وأوضح أن مصير مئات الناس كان القتل لو نجح الانقلاب وتركيا ستتجه كانت لحرب أهلية وقال: “غولن رجل شديد القسوة لقد نجت تركيا من كارثة وشيكة الوقوع.. لم يتوقعوا أن يخرج الناس للشوارع يواجهوا الدبابات بصدورهم العارية”.
وأشار الكاتب إلى أن لطيف انشق عن غولن بعد “ابتعاده عن نشر قيم النزاهة والبعد عن الفساد” كما يقول وتابع “لكنه كان يتجه للانخراط في المعارضة المباشرة لحكام تركيا في حزب العدالة والتنمية التابع للرئيس أردوغان”.
ولفت إلى أن التغير تجاه غولن حصل أيضا حينما اتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقراً لإقامته وأنشأ علاقات مع المحافظين الجدد وكذلك مع وكالة المخابرات الأمريكية (السي آي إيه) ومع جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد.
وحول تغلغل أتباع غولن في صفوف العسكر يقول لطيف إن انقلاب عام 1980 الذي أشاد به غولن جعل الجنرالات يقللون شكوكهم تجاه الرجل وسمحوا لاتباعه بتسلم وظائف داخل الشرطة والقضاء والجيش وساهم في أسلمة العقيدة العلمانية للمؤسسة العسكرية حتى وصل ذلك الجيل إلى مستويات قيادة عليا في الجيش.
وقال الكاتب إن لطيف أخبره عام 2014 بعد انشقاقه عن غولن أن جماعة الخدمة “أصبحت دولة موازية كانت في البداية تريد تعليم الناس وتثقيفهم دينيا لكنها تحولت بعدما نمت إلى مشروع سياسي وصار غولن يحلم بأن يصبح الزعيم الذي يحكم تركيا”.