أعربت الجالية التركية في بريطانيا، عن سخطها من التغطية الإخبارية لشبكة “بي بي سي” البريطانية، لأحداث محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذتها منظمة الكيان الموازي في
تركيا، الأسبوع الماضي، واصفة تغطيتها بـ”البعيدة عن الحقيقة”.
وأثارت الأخبار التي تناقلتها “بي بي سي” تلك الليلة (الانقلاب)، حفيظة الأتراك في بريطانيا، سيما وأن الشبكة ظلت تنشر أخبارا تشير إلى نجاح الانقلاب، في حين كان الأخير قد فشل بالفعل على أرض الواقع، فيما أعربوا عن استيائهم من وصف الشبكة لمحاولة الانقلاب بـ “النتيجة السياسية الطبيعية”.
وقال رجل الأعمال التركي مصطفى دمير، إن الأخبار التي نقلتها “بي بي سي” ليلة الانقلاب، صدمته بشكل كبير، مضيفا “في اللحظات التي فشل فيها الانقلاب، ذهبت مع أسرتي إلى أمام مقر بي بي سي، للتعبير عن سخطنا، ووجدنا هناك نحو 500 أو 600 متظاهر آخر، وكلهم كانوا يشاطرونني نفس الشعور”.
وأفاد المواطن التركي تولغا غوندوز، أن “بي بي سي تحاول بث الذعر في النفوس من خلال أخبارها”، مشددا أنهم “لا يدرون ما الذي حصل في تركيا”.
أما علي رضا بوداق، الذي يعمل طباخا في بريطانيا، قال إنه “يتوجب على بي بي سي، أن تشعر بالعار من نفسها”، مضيفا “لدى سماعي بنبأ الانقلاب في بلدي، خرجت إلى الشارع مع أسرتي، والأتراك الآخرين هنا”.
تجدر الإشارة أن مئات الأتراك، احتجوا ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة، على التغطية الإخبارية التي قامت بها الشبكة البريطانية، البعيدة عن الحقيقة، أمام مقرها في العاصمة “لندن”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/ يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي)، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن”?—?غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة، والقضاء، والجيش، والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.