ساد هدوء حذر في جوبا عاصمة
جنوب السودان، السبت، بعد يومين من معارك مسلحة بين قوات متنافسة أسفرت عن "أكثر من 150 قتيلا".
وعانت أحدث دولة في أفريقيا حربا أهلية استمرت عامين. ويوم الجمعة قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن أعمال العنف الأخيرة تبرز عدم الالتزام بعملية السلام، وحث زعماء البلاد على وضع حد للقتال والسيطرة على القادة العسكريين والعمل معا لتطبيق اتفاق السلام.
وبعد معارك مسلحة يومي الخميس والجمعة، قال شاهد من "رويترز" يوم السبت إنه لا تزال هناك حواجز طرق في شوارع جوبا وحركة مكثفة لمركبات عسكرية، بينما لا تزال معظم المتاجر والشركات مغلقة. وأضاف أنه شاهد جثث ثلاثة جنود على الأقل.
واندلعت الاشتباكات مساء الجمعة بالقرب من قصر الرئاسة أثناء اجتماع بين الرئيس
سلفا كير ونائبه ريك
مشار اللذين قالا إنهما لا علم لهما بسبب اندلاع القتال ودعوا للهدوء.
وقال وليام دينغ، المتحدث باسم الفصيل العسكري التابع لمشار، إن القتال وقع بالقرب من القصر الرئاسي وفي ثكنة تابعة للجيش.
وأضاف قائلا: "في الصباح جمعنا وأحصينا 35 جثة لجنود في قوات فصيل مشار و80 جثة أخرى من القوات الحكومية".
وقال إن عدد القتلى ربما يزيد "بسبب الإصابات البالغة" التي لحقت بجنود فصيل مشار.
ولم يعلق الجانب الحكومي حتى الآن على الموقف في جوبا.
وأعلن رومان نيارجي، السبت، متحدثا باسم مشار، عن سقوط "أكثر من 150 قتيلا"، لافتا إلى أن "هذه الحصيلة مرشحة للارتفاع لأن وحدتي الحرس الرئاسي خاضتا مواجهات في معارك الأمس"، في إشارة إلى الجنود المكلفين بحماية كير ومشار.
وقال جيريمايا يانغ، وهو عامل إغاثة مع منظمة وورلد فيجن: "يبدو أن الأمور هدأت قطعا عما كانت عليه الليلة الماضية، لكن الوضع لا يزال متوترا للغاية".
وانزلق جنوب السودان إلى
الحرب في كانون الأول/ديسمبر 2013 بعد أن أقال الرئيس سلفا كير نائبه ريك مشار.
وانتهى الصراع الذي شهد مواجهة عرقية بين قبيلة الدنكا التي ينتمي لها كير وقبيلة النوير التي ينتمي لها مشار بعد أن وقع الجانبان اتفاق سلام في آب/ أغسطس الماضي.
ولم يوحد كير ومشار قواتهما بعد وهو بند أساسي في الاتفاق.
وقال يانغ إنه من المرجح أن يتدهور الوضع الأمني بسرعة "بسبب التوترات داخل جوبا والمناطق المحيطة بها".
وفي مؤشر على خطورة الوضع، نصحت الخارجية البريطانية مواطنيها بعدم التوجه إلى جنوب السودان على خلفية التدهور الأمني في جوبا، وطلبت من مواطنيها الموجودين هناك مغادرة البلاد.
وقالت الخارجية، السبت، على موقعها الإلكتروني: "وقع عدد من الحوادث بما فيها إطلاق نار وهناك معارك قائمة. إن طاقم السفارة البريطانية محاصر وسنقلصه ونبقي فقط الطاقم الأساسي".
وتزامن تجدد العنف في جوبا مع الذكرى الخامسة لإعلان استقلال جنوب السودان بعد حرب طويلة. لكن نصف عمر الدولة الوليدة طبعه نزاع أهلي دام أججته الخصومة بين كير ومشار.
وفي إطار اتفاق السلام بين كير ومشار، عاد الأخير في نيسان/أبريل إلى جوبا حيث تولى منصب نائب الرئيس مجددا وشكل مع كير حكومة وحدة وطنية.
لكن القتال يستمر حاليا في مناطق عدة. وفي نهاية حزيران/يونيو وصف مسؤول في لجنة مكلفة الإشراف على وقف إطلاق النار مستوى أعمال العنف بأنه "مخيف".