هاجم تقرير في صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية،
إيران، ووصفها بأنها "تهديد إرهابي سيئ"، مضيفا أن "وحشيتها مماثلة لداعش".
فقد نشر الكاتب كون كوغلين في الصحيفة، الأربعاء، أن المليشيات الشيعية التابعة لإيران، التي وصفها بـ"الحاقدة"، تعدّ تهديدا آخر لا يقل رعبا عن تنظيم الدولة لسكان مدينة
الفلوجة العراقية.
وقال في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن الحملة التي شنتها القوات الحكومية العراقية لتحرير الفلوجة كان من المفترض أن تكون لتخليص سكان المدينة السنة من القمع الوحشي الذي تعرضوا له على يد تنظيم الدولة، لكن بمجرد أن بدأت الحملة، وجد السكان أنفسهم فجأة في مواجهة رعب تمثّل في "المليشيات الشيعية الحاقدة" التابعة لإيران.
وأضاف أن سكان الفلوجة "بدلا من الاحتفال بتحريرهم من التنظيم، يجدون أنفسهم بين نارين، إما المجازفة بالإعدام بأيدي مقاتلي التنظيم إذا حاولوا الفرار، أو المخاطرة بالإعدام بأيدي رجال المليشيات الشيعية إذا استسلموا".
وأشار الكاتب إلى تقارير تفيد بأن أكثر من 300 مدني سني أعدمتهم المليشيات الشيعية في بداية هذا الأسبوع، دون محاكمات، بعد سيطرة فصائل ما يعرف بـ"
الحشد الشعبي" على ضاحية سنية بالطرف الشمالي من الفلوجة، الأسبوع الجاري.
وذكر أن تسجيلات مصورة أظهرت ناجين يعالجون في المستشفيات، بعد أن تعرضوا لضرب وحشي على يد أفراد تلك الفصائل. ويقول بعض السكان إنهم أجبروا على شرب بولهم بعد أن طالبوا بشرب الماء.
ولفت إلى أنه بدلا من تركيز الجهود على دحر تنظيم الدولة، أصبحت الحكومة الآن متهمة بارتكاب فظائع ضد المدنيين السنة هناك، رغم ما أعلنته أن هدفها من الهجوم على الفلوجة هو دحر التنظيم.
وتابع بأن هناك نحو 50 ألف من سكان في الفلوجة يتوقون إلى التخلص من أسر التنظيم، ولكنهم يواجهون اليوم رعب الميليشيات الشيعية الإيرانية الراغبة في الانتقام.
وقال إن المليشيات الشيعة يريدون أن يصفّوا حساباتهم مع السنة، فبالنظر إلى الخصومة التاريخية بين سنة العراق وشيعته، فلا ينبغي أن نفاجأ بانغماس المليشيات الشيعية في أعمال ثأرية وحشية ضد الأسرى السنة، وفق قوله.
وأكد أن هذه الممارسات من قبل المليشيات الشيعية، ليست الأولى، فقد برز نمط مشابه العام الماضي عندما ساعدت في استعادة مدينة تكريت مسقط رأس صدام حسن، وخاضت وقتها في موجة من أعمال العنف والنهب.
وانتقد دعم إيران لهذه المليشيات، وقال إن طهران لا تزال "الدولة الأولى الراعية للإرهاب، من خلال توفيرها باقة من الدعم المالي والتدريب والمعدات لجماعات في جميع أنحاء العالم".
وذكر الكاتب أن العديد من الجماعات التي تدعمها إيران تتمركز في سوريا والعراق، وأنها تركز على تدمير القوات السنية المعتدلة والمدعومة من الغرب، بدلا من قتال المتطرفين من تنظيم الدولة، بحسب قوله.
وقال إن إيران لا تقل سوءا عن تنظيم الدولة عندما يتعلق الأمر بسوء معاملة المدنيين، سواء في اليمن أو في ضواحي الفلوجة.
وتوصل إلى أنه "إذا كان الغرب جادا حقا بشأن دحر تنظيم الدولة، فينبغي أن يعي أن عليه أن يستغني عن دعم إيران وعملائها المتوحشين"، وفق تعبيره.
وتابع بأنه "رغم كل هذه الضجة المحيطة بصفقة الرئيس باراك أوباما مع إيران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، تواصل طهران محاولاتها لتقويض الجهود الغربية لجلب نوع من الاستقرار في الشرق الأوسط، خاصة أن المليشيات الشيعية التي تروّع السكان السنة في الفلوجة حاليا مدربة ومجهزة وممولة وموجهة من إيران".
ولفت أخيرا إلى أن هذه المليشيات تحرج التحالف بقيادة الولايات المتحدة، التي تساعد القوات العراقية في عملية استعادة الفلوجة، "وأن ما يزيد من حرج إدارة أوباما التي جادلت بأن الاتفاق يمكن أن يحسن العلاقات مع طهران، هو أن ما حدث كان العكس، كما أظهر بوضوح هذا الأسبوع التقرير السنوي للخارجية الأميركية عن الإرهاب العالمي، فبدلا من أن تحسّن إيران سلوكها بعد الاتفاق النووي، خلص التقرير إلى أنها ما زالت داعما للإرهاب"، وفق قوله.