تناولت مباحثات الرئيس الروسي ورئيس الوزراء
الإسرائيلي في موسكو، الثلاثاء، قضايا دولية مختلفة، وناقشا الأوضاع المعقدة الحالية في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الوضع في سوريا.
وأعلن
بوتين في ختام محادثاته مع
نتنياهو، التي وصفها بـ"المفتوحة والبناءة"، عزم موسكو على تعزيز تعاونهما في مجال مكافحة الإرهاب. وتابع قائلا إن إسرائيل تعرف هذه الظاهرة، ليس بالسمع، وأنها تحارب الإرهاب"، مضيفا أن
روسيا وإسرائيل "حليفتان من هذا المنظور".
كما لفت بوتين إلى أن لدى كل من روسيا وإسرائيل خبرات غنية في مجال محاربة الإرهاب، مؤكدا نية موسكو توطيد الاتصالات مع شركائها الإسرائيليين على هذا الصعيد.
وفي ملف المفاوضات الإسرائيلية التركية، أعلن بوتين أن روسيا تقف موقفا "إيجابيا تماما" من المفاوضات الجارية بين إسرائيل وتركيا حول إعادة
العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وأوضح أن موسكو تعتبر "أن كل خطوة تخطوها الدول والشعوب باتجاه بعضها البعض ستؤثر في نهاية المطاف تأثيرا إيجابيا على الأوضاع الدولية بأسرها"، مضيفا أن روسيا ترحب بهذه العملية.
من جانبه، ذكر بنيامين نتنياهو أن العلاقات الإسرائيلية الروسية شهدت تطورا ملحوظا منذ استئنافها قبل ربع قرن، وأن محادثاته مع الرئيس الروسي ركزت على مستقبل هذه العلاقات.
وأفاد نتنياهو بأن إسرائيل وروسيا وقعتا عددا من الاتفاقات في مجالات الضمان الاجتماعي، وتسوية القضايا الجمركية، والتعاون في قطاع الطاقة.
وذكر نتنياهو أنه بحث مع الرئيس الروسي مواصلة الاتصالات بين العسكريين الإسرائيليين والروس؛ بغرض تجنب المشكلات والحوادث، في إشارة منه إلى تواجد عسكريين روس في سوريا.
وفي الشأن الفلسطيني، أكد بوتين استعداد بلاده للإسهام بقسطها في إيجاد تسوية عادلة وشاملة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأضاف أن الوضع يتطلب اليوم جهودا نشطة مشتركة، بما في ذلك في إطار الرباعية الدولية بشأن الشرق الأوسط، وأن موسكو مستعدة للمشاركة في هذا العمل.
من جانب آخر، هوّن ياكوف أميدرور، أحد المستشارين الأمنيين السابقين لنتنياهو، من شأن مدى العلاقات الروسية الإسرائيلية. وقال إن تلك العلاقات تركز على منع وقوع تبادل عرضي لإطلاق النار بين الجانبين فوق سوريا، وإنها مدعومة بالصلات الوثيقة لنتنياهو مع بوتين، وبالتالي يجتمعان كل بضعة أشهر.
وقال أميدرور إنه على النقيض من ذلك، فبينما يختلف نتنياهو مع أوباما بشأن إيران والفلسطينيين، ويختلفان أيضا بشأن مذكرة تفاهم تتعلق بالمساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل في المستقبل، فإن الشراكة بين البلدين تمضي بسلاسة؛ بفضل شبكة من القنوات العسكرية والدبلوماسية والبرلمانية.
وتابع أميدرور -الذي يعمل حاليا مع مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية ومع مؤسسة غينسا البحثية الأمريكية- يقول: "في سوريا.. من الممكن أن يحدث صباح يوم غد صدام لا نريده نحن ولا الروس"، مشيرا إلى مخاطر النيران الصديقة.
وأضاف: "هذا ليس مثل مذكرة التفاهم التي يمكننا أن نمضي شهورا في مناقشتها مع الأمريكيين، ونكون على يقين بأنه سيتم التوصل إلى حل".