قالت مصادر في قطاع
النفط إن
العراق سيصدر خمسة ملايين برميل إضافية من النفط الخام لزبائنه في حزيران/ يونيو، لينضم بذلك إلى منتجين آخرين في منطقة الشرق الأوسط في تعزيز حصته السوقية قبل أيام من اجتماع "أوبك" الخميس المقبل.
ويستهدف العراق وهو ثاني أكبر منتج في "أوبك"، أحجام تصدير قياسية للخام من الموانئ الجنوبية الشهر المقبل تصل إلى 3.47 مليون برميل يوميا. وتعتزم السعودية والكويت وإيران والإمارات زيادة الإمدادات في الربع الثالث.
وانحسرت توقعات اتخاذ "أوبك" قرارا بكبح الإمدادات في الاجتماع المقرر يوم الخميس، بسبب انتعاش أسعار النفط العالمية من أدنى مستوى في 12 عاما إلى أكثر من 50 دولارا للبرميل، وفي ظل التنافس بين السعودية وإيران.
وقد تعوض الصادرات الإضافية انكماش الإنتاج وتعطل الإمدادات في أماكن أخرى، لكن الإمدادات الجديدة قد تؤخر أيضا إعادة التوازن إلى سوق عالمية لا تزال متخمة بالنفط.
وقال فيكتور شوم، مسؤول شركة استشارات الطاقة عند المصب في "آي أتش أس": "أوبك تزيد الإمدادات بالتأكيد وتمارس استراتيجية تضع حصتها السوقية في المقام الأول"، في إشارة إلى مسعى بقيادة السعودية لتعزيز إنتاج "أوبك" بهدف استعادة الحصة السوقية.
وأضاف أن النفط الإضافي من السعودية والعراق قد يؤدي إلى تباطؤ إعادة التوازن في السوق العالمية، لكن ذلك قد يعوض تعطل الإمدادات من أماكن أخرى والطلب الموسمي القوي.
وذكرت ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر، أن شركة تسويق النفط العراقية (سومو) خصصت خمسة ملايين برميل إضافية من خام البصرة الخفيف تحميل حزيران/ يونيو، لشركاء في أنشطة المنبع، من بينهم "بتروتشاينا" و"إيني" و"لوك أويل". وتحصل الشركات الأجنبية على مستحقاتها بالنفط بمقتضى عقود خدمة فنية مع "سومو"، لكن المدفوعات تأخرت بعدما تسبب تراجع سعر النفط في الضغط على ميزانية العراق.
وقال مصدر في قطاع النفط في الخليج إن النفط الإضافي تقرر "بسبب ضغوط متعاقدي الخدمة الفنية". وأضاف أن العراق ملتزم أيضا بدفع مستحقات المتعاقدين في إطار شروط قرض من صندوق النقد الدولي. وتأتي الإمدادات الإضافية نتيجة لتوسيع حقلي اللحيس والأرطاوي في جنوب العراق. ويرغب العراق في زيادة إنتاجه النفطي بما يصل إلى الثلث بحلول عام 2020.
وقال مصدر في إحدى الشركات الثلاث التي حصلت على النفط، إن المليون برميل الإضافية من خام البصرة الخفيف بيعت بعد ساعتين من إخطار "سومو"، ما يشير إلى قوة الطلب على الخام العراقي وسط توقعات بارتفاع أسعار البيع الرسمية في تموز/ يوليو.
وقال تجار إن العلاوة السعرية الفورية لإمدادات حزيران/ يونيو انخفضت إلى ما يتراوح بين 40 و80 سنتا للبرميل بعدما تجاوزت دولارا في أيار/ مايو، بسبب زيادة حجم التصدير وارتفاع أسعار البيع الرسمية في حزيران/ يونيو.