نشرت صحيفة "التلغراف" البريطانية تقريرا استعرضت فيه أبرز تسعة أعراض قد تكون دليلا واضحا على إمكانية إصابة حاملها بمرض
السكري.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إنّ توم هانكس، أحد أبرز نجوم هوليوود، والفائز بجائزة الأوسكار، اعترف يوم الثلاثاء أنه يشعر "بالغباء التام"؛ لأنه شخّص إصابته بمرض السكري من الفئة الثانية في سنة 2013، على أنها أحد أعراض سوء التغذية.
وقال هانكس في حوار على راديو "تايمز" إنّه "كان ضخما"، وكان الجميع يعرف ذلك من خلال أفلامه، لكنّه اكتشف أنه رجل "غبي تماما"، لأنه ينتمي إلى جيل أمريكي كسول يحب الرقص في الحفلات دون مبالاة، ثم يكتشف بعد ذلك أنه مصاب بمرض ما".
وذكر أستاذ الطب في جامعة نيوكاسل البريطانية، روي تايلور، أنّ "مرض السكري من الفئة الثانية يُعدّ من أكثر أنواع مرض السكري انتشارا في العالم، وتصيب هذه الفئة 90 في المئة من جملة المصابين بالمرض".
وأضاف تايلور أنّ "الفئة الأولى من مرض السكري يمكن التعرف عليها وتشخيصها خلال وقت قصير من الإصابة بالمرض، ومن أعراضها الفقدان غير المبرر للوزن، أما الفئة الثانية فإنه من الصعب التعرف عليها خلال المراحل الأولى".
وذكرت الصحيفة أنه وفقا لموقع هيئة
الصحة الوطنية في بريطانيا (إن إتش أس)، فإن "الفئة الثانية من مرض السكري غالبا ما تحدث عندما يتوقف الجسم عن إنتاج كمية كافية من الأنسولين، أو عندما لا تتجاوب خلايا الجسم مع الأنسولين، ما يعني أن الجلوكوز يبقى في الدم دون استغلاله كوقود لإنتاج الطاقة".
وأشارت الصحيفة إلى أن واحدا من بين 16 شخصا في بريطانيا يعانون من مرض السكري، أي بمعدل إصابة جديدة كل دقيقتين، لكن ذلك لا ينفي أن هناك العديد من الأعراض التي يمكن أن تكون مؤشرات محتملة على الإصابة بمرض السكري، والتي يجب معرفتها للوقاية من هذا المرض المزمن.
ووفقا لأستاذ مرض السكري السريري في جامعة شيفيلد، سايمون هيلر، فإن "الشعور المتزايد بالعطش هو إحدى أبرز العلامات البارزة لمرض السكري من الفئة الثانية. وإذا كان الشخص يشعر بعطش شديد خلال فترة زمنية قصيرة، فإن ذلك قد يكون دليلا واضحا على نسبة مفرطة من الجلوكوز في الدم، ما يحفز مركز العطش في الدماغ".
وأضاف هيلر أنّ "الشعور بالإرهاق الشديد يُعدّ أحد الأعراض غير المميزة للإصابة بالفئة الثانية من السكري. ويمكن للشعور بالإرهاق أن يحدث عند انخفاض نسبة السكر في الدم، بحيث لا يكون هناك وقود كاف لعمل الخلايا. ولكن التعب والإرهاق يمكن أن يكونا من أعراض
أمراض مختلفة، من بينها فقر الدم والاكتئاب؛ ولذلك لا يمكن اعتبار الإرهاق أبرز مؤشر على الإصابة بالسكري".
ووفقا لأستاذ العلوم السريرية في جامعة أستون، كليفوربيلي، فإن "سوء التغذية يمكن أن يكون أحد المؤشرات على الإصابة بالفئة الثانية من مرض السكري، ويشمل ذلك شرب وأكل مصادر غير مناسبة للسعرات الحرارية، أو من خلال التدخين. وإذا كان الشخص يتعاطى بعض أنواع الأدوية، مثل ستيرودز، فإن ذلك قد يؤدي إلى الإصابة بالسكري من الفئة الثانية".
وذكر الدكتور روي تايلوز أنّه "إذا اتسع خصر الشخص منذ سنّ الرشد، فإن ذلك قد يكون دليلا على إصابته بالفئة الثانية من مرض السكري". وأضاف أنّ بعض الأشخاص يزداد وزنهم بصفة مستمرة خلال فترة قصيرة من الزمن، ما يمكن أن يكون مؤشرا على الإصابة بالسكري، أما إذا كان الشخص بدينا أو يعاني من السمنة في سنّ 21 عاما، فإن ذلك قد يعرضه للإصابة بالمرض أيضا".
وذكرت الصحيفة -نقلا عن الدكتور هيلر- أنّ "التبول المتكرر يمكن أن يكون مؤشرا على الإصابة بالسكري، خاصة إذا كان الشخص يضطر للاستيقاظ ليلا، وهو ما يحدث عادة للنساء، وتصاحبه حكة في الأعضاء التناسلية أو بعض التعفن. ويعود ذلك أساسا إلى أن الجلوكوز يتسرب من الدم، ما يؤثر على عمل الغدد الصماء وقدرة الكلى على تركيز البول".
ويقول الدكتور كليفورد بيلي إنّ "هناك أعراضا ثانوية يمكن للمرضى التنبه لها، بما في ذلك ضعف القدرة على تركيز النظر أو الرؤية غير الواضحة، التي تكون مؤشرا على الإصابة إما بالفئة الأولى أو الثانية من مرض السكري".
ويوضح الدكتور تايلور أنّ "بعض الأشخاص يحتاجون لاختبار طبي إذا كانت العائلة تحمل مرض السكري، كما أنّ هناك جماعات عرقية أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري، بما في ذلك الصينيون أو الكاريبون، الذين يمكن أن يتعرضوا أكثر أربع مرات للإصابة بالسكري".
ويقول الدكتور هيلر إنّ "بطء عملية التعافي من الالتهابات الجلدية أو الجروح يمكن أن يكون دليلا على الإصابة بالسكري، ويعود ذلك إلى أن الكريات البيضاء تصبح أقل فاعلية؛ بسبب المستويات المرتفعة من الجلوكوز".
ويشدد المختصون على أنّ مراقبة كمية ونوعية الغذاء، وممارسة النشاطات البدنية، والمحافظة على اللياقة البدنية، يمكن أن تساهم في الوقاية من الإصابة بالسكري.