كشف الطبيب
العراقي شاكر جواد عن أسرار لم تعرف سابقا تتعلق بالملف الصحي للرئيس الراحل
صدام حسين، إذ التقاه في زنزانته مرتين، لفحصه طبيا.
وقدم الدكتور العراقي بحسب تصريحاته على قناة "روسيا اليوم"، تفاصيل عيادته لصدام في معتقل مطار بغداد الخاص بكبار سجناء النظام السابق، والحوار الذي دار بينه وبين الرئيس العراقي الراحل.
وقال إنه التقى صدام مرتين، الأولى كانت في شهر أيلول/ سبتمبر 2004، والثانية في معسكر كامب كروبر، السجن الذي كان يقبع فيه، وذلك في 19 كانون الثاني/ يناير 2006.
وروى الطبيب تفاصيل زيارته للسجن لتشخيص حالة صدام، وقال إنه لم يسمح له بالذهاب لزنزانة الرئيس العراقي المعتقل، ولكنه التقاه في غرفة فحص، بمرافقة طبيب أمريكي عسكري.
وقال إن سبب هذه الفحوصات كان قول محامي صدام إن الرئيس المعتقل تعرّض للتعذيب أثناء الإمساك به، ليقوم طبيب أمريكي بفحصه، ولكن محامي صدام رفض صحة التقرير الذي صدر عنه، بسبب جنسيته.
على إثر ذلك أمرت المحكمة بإحضار طبيب عراقي، وكان الاختيار على الدكتور شاكر جواد، الذي كان مديرا عاما في وزارة الصحة، وأصبح معروفا لدى الأمريكيين، وهو الوحيد الذي حصل على الموافقة لتشخيص حالة صدام الطبية.
وروى الدكتور العراقي أن صدام دخل إلى الغرفة، واتجه له وصافحه، وقال له: "لن أسمح لطبيب إسرائيلي أو إيراني بفحصي"، فأكد له أنه لا هذا ولا ذلك.
وأضاف أن صدام طلب منه التعريف عن اسمه، ولكنه اعتذر عن ذلك، وذلك "لأسباب أمنية"، مشيرا إلى أن صدام أصر قائلا إنه "من حقه أن يعرف اسمه"، ولكنه أوضح له الأسباب، وطلب تقدير موقفه، الأمر الذي أوقع الخلاف.
وشكك شاكر جواد في معرض حديثه للقناة، في رواية محامي صدام، أنه تعرض للتعذيب، وقال إنه رغم أنه تمكن من فحصه "بشكل بسيط"، وليس بشكل كلاسيكي، إلا أنه لم تظهر أي من العلامات التي تدل على ذلك.
وقال إن ادعاء المحامي جاء للتأخير في الإجراءات، وأنه تكتيك يلجأ إليه المحامون لتأجيل المحاكمة أسابيع عدة.
وأضاف أن صدام رفض أن يتم فحصه بسبب عدم كشف الطبيب عن اسمه، لافتا إلى أنه ناقش هذه المسألة معه ولم يصل إلى نتيجة.
وتناول الطبيب العراقي كيفية تعامله مع صدام في الحديث معه، فقال إن "صدام حسين حالة خاصة، فهو رئيس دولة، وسجين متهم بقضايا كبيرة، فتحدثت معه بأسلوب اعتيادي مع المرضى".
ولكنه قال: "احترت كيف أخاطبه"، مضيفا: "لاحظت أن الأمريكيين يخاطبونه بالسيد الرئيس، فاستخدمت هذا الوصف له، وارتحت بعدها".
ولفت إلى أن الزيارة استمرت لمدة 45 دقيقة.
وسأله مذيع القناة إن كان صدام يعاني من مرض عضال إذ أشيع ذلك خلال فترة حكمه، ولكنه أكد أن وضعه الصحي جيد جدا، ويتناسب مع عمره حوالي سبعين سنة، ليقاطعه المذيع قائلا إن عمره كان أقل بأسابيع، وهو الأمر الذي دفع بالأمريكيين إلى الاستعجال بإعدامه، لأن القانون يمنع إعدام من يصل عمره السبعين.
يشار إلى أن أمريكا اعتقلت صدام في 13 كانون الأول/ ديسمبر عام 2003، في عملية سميت بـ"الفجر الأحمر"، بعد احتلالها للعراق بزعم امتلاكه أسلحة دمار شامل، تم بعدها محاكمته، وتنفيذ حكم الإعدام بحقه في 30 كانون الأول/ ديسيمبر عام 2006.
وفيما يلي المقابلة: